الجمعة، 30 نوفمبر 2012

إلى أميمة










كنت أكتب الخطابات للغرباء 
في المرة الأولى كنت أكتب أنا وأختي سويًّا ونرسل الخطاب مُذيلاً بتوقيع أخي لأنه لم يكن مسموحًا لنا بمراسلة الأولاد
لكنَّ خطابًا واحدًا من هذا النوع كان يكفي


في المرة الثانية كنا نراسل قريب أحد زملائنا بالكلية ولا أعرف لماذا
كنا نكتب سويًّا أيضًا ونرسل الخطابات إلى هذا الولد
كنا مهوسيين بقدرتنا على مساعدة الآخرين
كنا نصدق أن قليلاً من التشجيع والدعم
يمكنه أن يساعد في تخطي أزمات لا نعرفها 

الحدوتة بدأت بعد الخطاب السادس غالبًا
عندما قرر أن يأتي لمقابلتنا
كان يتوقع أن يقع في الحب فوراً ... لأننا بدونا له من عالم آخر
لكننا كنا مثل كل الأخريات تجذبنا الوسامة قبل أي شيء

الخطابات انقطعت
والولد سافر دون أن يفهم ماذا حدث
إن المقارنة الأولية بين زميلنا وقريبه لم تكن في صالح فتى الخطابات أبداً
ربما خذلناه في ذلك الوقت
وربما كان يجب أن يكون أكثر ثقة في المستقبل 
ويأتي مراتٍ كثيرة أخرى


أكتب الخطابات ولا أرسلها أبداً
كل الخطابات التي أُرسلت إلى أصحابها لم تأتِ بردود
وكل الخطابات المحبوسة داخل الكشاكيل تنتزع الردود بطريقة سحرية
كتبت أكثر من خمسين خطابًا إلى حبيبٍ لا أعرف اسمه
لكنني لا أجرؤ على نشرها هنا أو في أي مكان
إنَّ بها متاهات حسية أخاف أن أنشرها
فتتحول إلى حقائق لا أقوى على مواجهتها
ليس خوفًا من الآخرين
بل من نفسي يا أميمة

منذ سنة وربما أكثر طلبت من صديق -يُعلقُ على مدونتي- أن أراه
ذهبتُ وأنا أزجر نفسي في الطريق من كم الأوهام التي سيتصورها عني
لكنني لم أندم أبداً
لا أندم على اكتشاف الآخرين
أندم على جبني الخاص 
أندم على تشبثي بمكاني
وصراخي الدائم 
كي أشوش على كل هذه الأيادي التي تطلب مودتي




.......


الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

القاهرة ...الكرنك - الضوي محمد الضوي و غادة خليفة







لو كنتُ قطةً يا غادة .. لو كنتُ قطة !


النوافذُ والبحيراتُ ..التي يرسمها غناءُ الشوامِ على كتفيكِ .. تخيفني ، أخشى عليكِ من أن تتحملي عبأ إنبات ظلي على كتفيكِ يوما ما  .. أخشى أن نضطرَ لبناءِ سمواتٍ لا تدينُ إلا لِكِلَيْنَا : تُقِلِّينَهَا على " سَبَتٍ " فوق رأسكِ ، وأربطُها بفأسٍ يتدَلَّى على كتفي ، نسير بها معا .. إلى حيثما نزرعها في كف بنتٍ تغنِّي للشروخ التي تعمل جادةً في التهامنا  :

قدِّيش كان في ناس  ..
ع المفرق تنطر ناس  ..
وتشتّي الدنا  ..
ويحملو شمسيه
وانا بإيام الصحو ...
ما حدا نطرني ..
ما حدا نطرني !!! ..

الموت يا غادة عرسي الذي أنتظره ، وأكافح لأجله ، أعاني يوميًّا من انهيارات متعددة ، لا شيء يكافح لينبت ظلِّي على حوافِهِ ، أو على الأقل، يتابعه نابتًا دونَ أن يروِّعَه :
الأهل ، الأصدقاء ، الوصفات السحرية للبكاء الآمن ، أبي الذي لا يعرف أنَّ الأمر ليس هكذا ، حبيب المولوي الذي كان يزورني : كلما شهق بين إصبعيَّ جنُّ الكتابة ، أو قَبَّلَتْ يدي سَمَر ..
والله والله .. شفتاها فراشة!

الفراشة التي التهمت شفتَيْ سمر قديما ..كانت كبقية الفراشات : جميلة .. و تحب الناس .. تحب نفسها أيضا .. تحب سمر بشدة .. غارت من شفتيها .. من احتفاء سمر بهما .. وقفت عليهما ليلا ..التهمتهما بنهم  .. لا نعرف عن الفراشات أنها تأكل التوتَ هكذا !! لكنها سريعا .. عادت فراشةً .. رائعة الألوان .. مستقرة مكان الشفتين ..لِأقسم لسمر كلما قبَّلَت يديَّ .. أن شفتاها فراشة ! . وأقول لكِ أقول لكِ ؟ ( على ألا تخبريها ؟)  : قدما سمر تبرران الجمالَ .. بضراوةٍ !! .. تماما كما لو كان مقررا لزهرةٍ أن تحتضنَ طوفانا .. وتحبسه وديعا أسفلَ أنفاسها .. لتطيِّرَه مع شهقتها عند كلِّ شمس ، أو كما لو أنَّ لنجمة أن تدعو جبلا شاهقا على العشاء .. أعلى غصنِ شجرة ..


القطط تؤلمني كثيرا يا غادة ، عذوبتها تجرح لحم روحي  ..
وددتُ لو كنتُ قطةً يا غادة .. وددتُ لو كنتُ قطة !


.........
الضوي محمد الضوي






......................

إلى ضوي



لا أعرف كيف وصل الأمر بالرسائل لاستدعاء ضحاياها من البلاد البعيدة
لا أعرفك كثيراً
لكنك وافقت أن تكتب إليَّ

من أين أبداً يا صديقي الذي يشبه اسمه
ربما من القطط
أو من فيروز التي لاينتظرها أحد داخل أغنية تعيد تشكيل الأسى وتحوله إلى بهجة طازجة
ربما نفعل ذلك أيضًا حينما نكتب
نرفض قبول الألم محاولين إبعاده عن أعماقنا
كلما حاولنا ننهزم أمامه
فلا يتبقى أمامنا سوى إعادة تدويره مرة أخرى


لعبة الرسائل خدعتني
لم أعد أمتلك الريموت كنترول
الأمر تجاوزني
تمامًأ

تقول أختي: "هل يمكن لأحدٍ أن يطلب من الآخرين كتابة رسائل له؟
ثم لماذا تتعجلين هكذا ..... رسائلك ستصلك"

أخجل من إخبارها بالحقيقة التي لا أصدقها أنا أيضًأ
أنا ألعب وأختلق ذكريات ورسائل وآخرين
كي أصدق أنني محبوبة

كل هذا الكلام باطل
أنا محبوبة دون رسائل ... بل ودون أصدقاء أيضًا
ليس بإمكان الغادة الشريرة أن تنفي ذلك أبداً 
مهما تدثرت بالوحدة


أخاف القطط يا صديقي أو كنتُ أخافها
أدَّعي محبتها أحيانًا كي أحتفظ بعيني حبيبي
هل أخبرتك أنني أحب من قبل؟
لا يمكن لي شرح الخيال
أنا أكتفي بالتفاصيل الدافئة وأقفز من العربة قبل أن تتحرك دائمًا
هل كتبتُ ( أقفز)
ربما يلقوني خارجًا أيضًا

لا أعرف إلى أين تأخذني الرسائل
إنَّ عدداً من الرسائل التي لم تُكتب بعد تصرخ داخلي كي تعبر إلى النور
لكنهم ماتوا ... كل هؤلاء الذين أرغب بالكتابة إليهم
أنا أيضًأ أموت كي تخرج مني امرأة أخرى
تدهشني خفتها في عبور الأسى
ولا أستطيع الوقوف في وجه شمسها التي تبرق كل يوم
 .
.

كل هذه الرسائل ستخبرني في أحد الأيام عن نفسي
وربما تأخذني إلى ما هو أبعد

......
غادة خليفة
  







painted by: pierre boncampain

......

السبت، 24 نوفمبر 2012

إلى جدتي




يبدو أن خطابي القديم لن يصلح الآن
احكِ لي يا جدتي ماذا حدث في ثورة 19 ؟
هل تغيرت حياتك بعد الخروج إلى الشارع والهتاف مع الناس
هل تأثر الروتين اليومي للبيت بما يحدث داخل القصر
لا أستطيع نسيان ما يحدث هناك والاهتمام بالتفاصيل هنا
المسافة تضيق
ما يحدث يصيبني بالإنهاك وبالأمل 
لكنني متعبةً من كل شيء

أتذكر شعرك الأبيض الذي كنت أغار لأنني لا أمتلك مثله
كل هذه الفضة التي تعكس الشمس
أفتقد الحصالة الممئلئة بالعملات والبلي الملون
لازلت أصدق الحواديت ياجدتي
الفارق أنني أشارك في صناعتها 
وأخرج منها بوجعٍ لا يمكن كتابته

لماذا أضعتِ عمرك في الخوف
كان بإمكانك العثور على رجلٍ آخر 
بدلاً من تربية كل هؤلاء الصغار الخائفين
كنت أرغب بالذهاب معكِ إلى ( سيدي سعيد) بجوار البحر
أو حتى إلى السيدة زينب
لماذا رحلتِ قبل أن تأخذيني إلى هناك؟

حياتك البائسة بين زوجة الأب المعذِّبة والزوج الذي يشبه الأب
تبدو أكثر بساطة من حياتي التي لا تقبل التلوين
أريد أن أكون في حضنك الآن
تعالي واحضنيني فقط

.........






علميني يا جدتي كيف أطمئنُّ لحبيبي
سأضع كحلاً أسود كي يحرك عينيه بصعوبة عني
وعطراً كثيفًا كي يدور حول نفسه بعد أن أمشي

علميني يا جدتي كيف أحب رجلاً دون أن أتوقع طعنة قريبة
أريد أن أكون معه
لا بجواره ولا بمواجهته
معه فقط دون كل هذا القلق الذي يوشك على تفجير العالم

ماذا أفعل يا جدتي وأنا أقع في جميع الحفر
أتحرك ببطء وأتعثر دون أن تلتقطني يداه

أرسلي لي دفتر مذكراتك القديم كي أفهم كيف أكون نفسي دون أن يعصرني الأسى
كيف أكون حاضرة ولا يمتليء المكان بدخان الماضي الذي لازال يحترق على أطراف حديقتي
كيف أمشي معه خطوتين دون خوف
سيهرب فور أن يصعدن جميعًا إلى السطح
كل هؤلاء النساء بداخلي يطلبن محبته
سيفزع أو سيتركني مثل أبي الذي لا يحبني

اكتبي لي وصفة سحرية تمنع تكرار الوجع
لا تتركيني هنا وحدي
أمي تزوجت رجلاً وسيمًا وأنتِ تزوجتِ الرجل الغني 
وأنا لا أريد أكثر من حبيبي
ولا أعرف كيف أحب أصلاً .... 

كيف أحب ومعي كل هذا الخيال.


......













painted by: Eugeniusz Zak

......

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

إلى قرنفل





مساء الجمال يا أفندي

بص بقى
أنا بجرب معاك تجربة جديدة جداً علىَّ من ساعة ما عرفتك
هي خاصة جداً وصعبة أوي
إسمها الحقيقة العارية
يعني بقولك اللي جوايا مهما كان صعب ومؤلم وعيب
معرفش الحكاية دي هتوديني لفين

بس أديني بكمل فيها وربنا يستر
طبعاً الرسالة بتاعتك لمست قلب اللي خلفوني
مش عارفة أقولك إيه
صاحبتي كانت قاعدة معايا فمعرفتش أرد في ساعتها زي ما قلتلك

قبل ما ادخل أنام
قعدت أكتب في كراستي عنك
هنقلك اللي كتبته واللي يحصل يحصل

"قرنفل
أيتها الأسبرينة اللطيفة 
التي كلما قررت التوقف عن تناولها تمسَّكتْ ببقائها داخلي
ماذا أفعل معك؟

تكتب لي : ياحلوة، ألن تذهبي معي إلى الإسكندرية 
وأنا أردُّ: آه .... لا تقل لي اذهبي معي يا حلوة
العطش يقتلني يا قرنفل ولا أستطيع أن أشربك
أنت البحر البعيد الذي لن يرويني ولن أتخفف داخله من ثقلي
أنت البحر الذي يخصُّ أسماكاً أخرى
بالنسبة لي أنت بحيرةً ضيقة جداً لا تسعني ولا تحملني
ولا يمكن لي سوى أن أضع أطرافي بها في هدوءٍ وأراقب جمالها الأخاذ


يا قرنفل
أنا عطشى وأنت تلألأ أمامي مثل مطرٍ بعيد
ليس بإمكاني أن أزيف الواقع
يا إسبرينتي الطيبة ، أحتاجُ إلى علاج
الألم سيذهب بي
أريدُ أن أُشفى
فقط

أقرر أن أحتمل الألم دون مُسكنات كي يرشدني إلى الطريق
يا قرنفل
أنت تحجب طريقي
تأخذ عينيَّ ومشاعري
أندمج معك وأنسى
أنسى كل شيء
ولا أتذكر أنني أكاد أموت من الضياع"


................
طيب أنا نقلت المكتوب في الكشكول بالظبط
من غير حذف كلمة
ومش عارفة ان كان ده كويس ولا وحش


برغم اني مش عارفة إيه اللي بيحصل معاك ومع أصحابك
وإيه اللي خلاك تقرر تقفل على نفسك أو تغير طريقك أو تحس بانهيار العالم
بس أقدر أقولك بمنتهى الهدوء
"العالم القديم ينهار"

واضح انك بتستيقظ من حياة علشان تبقى في حياة تانية
وده لازم له مجموعة انهيارات داخلية في الأساس بس بتبان انها في الخارج
فيه قرنفل جديد بيتولد والمسألة دي مش سهلة خااالص وهتاخد شوية وقت
 كنت داخلة أقول كلام تاني يمكن يبان بعيد عن المود ده بس هوة قريب يعني

الناس اللي في الشارع بتهز ثقتي في بكرة وانا مش حابة المسألة دي
أنا يمكن أحياناً بنجح إني أطمنهم بس هما في كل الأحول بيقلقوني

محتاجة بابا أوي
أو حضن دافي جداً أطمن جواه وأحس انه مهما حصل مفيش حاجة وحشة
بما إن الحدوتة دي مش واردة تقريباً
فانا بحاول أعمل الحضن ده لنفسي
يعني واحدة من الغادات تبقى أهدا شوية ومتطمنة أكتر وتعرف تحضن الباقيين
مش عارفة دا تنظير بجد ولا خيالي
يعني بيحصل أحياناً ولا دي مجرد فكرة ع الورق

محتاجة شوية دفا زي بتاع إعلانات الشيكولاتة



..........

2011




وهنا أيضًا
إلى قرنفل أفندي






painted by: Dayanand Kamakar


.......

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

إلى رغدة منير





أنا ممتنة ليكي أوي إنك بتفتحي الصفحة دي 
وتقري المكتوب فيها
وانك شايفة إنه فيه نوع من الإلهام بيحصلك هنا
أنا مبسووووووطة وحاسة إنه فيه معنى لشوية الكلام المكتوبين هنا دول
عايزة أقولك إنه إنتي كمان ملهمة ليَّ
علشان كدة قررت أبعتلك جواب


أنا تعبانة أوي يا رغدة ومش عارفة أتصرف
محبوسة في مكان مش عارفة أتحرك منه خالص ومش شايفاه
فاكرة على الحجار لما كان بيقول: "العتمة ع القلب كاتمة وأنا ماشي عارف طريقي"
الفرق بس إني مش عارفة طريقي بس ماشية
أنا بعرف أوصف شوية حاجات من اللي بعيشهم
بس مش بعرف أنور لنفسي للأسف
بحاول والله
بس الدنيا ضلمة


وجودك هنا ومتابعتك للمدونة من الحاجات اللي بتخليني أصحى من النوم أصلاً
علشان فيه حد مستني مني حاجة أنا بعرف أعملها
زي ما انتي شايفة أنا بكتب
وبس
عندي أمل إنه الكتابة دي تبقى المعلقة اللي باحفر بيها نفق للنور
طب لو النور أصلاً مش موجود والعتمة قدر البني آدم
هاعمل إيه
مش عارفة
أنا مش عارفة .... بس انتي أحسن مني
أرجوكي اسمحي لنورك إنه يلمس الناس حتى لو مش شايفاه


أنا مش عارفة أنا أصلاً بكتب الكلام دا ليه
الجواب دا تصنيفه جواب شكر مش جواب شكوى
بس مش مهم التصنيف خالص
المهم إنه جواب من القلب


أنا بفرح لما ألاقي ناس بتمر من هنا وتمشي وهي ناوية تيجي تاني
بس كدة
.
.

شكراً يا رغدة




.......
غادة خليفة




....



by: Andrew Chase

..




الاثنين، 19 نوفمبر 2012

إلى الساحر أوز






منذ شهرين وربما أكثر كتبت على الفيس بوك
أنني أرغب في الذهاب إلى الساحر أوز....
لم تكن كلمة ملقاة على الطريق والساحر نفسه يعرف ذلك
كنت أود مقابلته فعلاً وأصدق وجوده في هذا العالم
لكنني لا أعرف الطريق
حتى جاء إليَّ

قال: "أستطيع أن أفتح هذا القلب العنيد 
لكنني أحتاج إلى وقت كي أدخل
سأقترب جداً كي يمكنني معالجة هذا الصدأ
لذلك أرجو أن تتوقفي عن المقاومة قليلاً
وإذا لم يكن بإمكانك ذلك ... فإن لي طرقي ومداخلي
أنا هنا لمساعدتك كما طلبتي
لا تنخدعي في اقترابي
بعد وقت قصير ستندهشين مما يحدث وربما ظننتِ أنكِ تحبينني
هذا هو شرطي الوحيد: لا تقعي في محبتي ولا تصدقي كل ما سأفعله
سأنتهي من فتح ذلك الباب وأمشي
هذا هو كل شيء"


لم أصدق كل هذا الكلام اللطيف عن الشفاء والاقتراب معًا
كيف سيجد مدخلاً وسط كل هذا الانهيار
لكنه استطاع أن يدخل ويقترب لدرجة غير متوقعة
هذا الساحر الذي لم يقل لي لماذا يساعدني أصلاً

وحين سألته عن امرأته قال:
" كنت أحب امرأة ما
لكنها رفضت الاقتران بساحر
وطلبت مني أن ألتحق بعملٍ آخر كي توافق على البقاء معي
لا وجود لي دون هذا السحر
لا يمكن أن أتحول إلى رقم وسط آلاف الآخرين
لذلك أنا هنا
كلما أنهيتُ معجزة صغيرة امتلأتُ بالنور
وحين يفيض نوري على العالم يكتملُ سحري"


سألته: هل تنتظرك حبيبتك؟
قال: لم تعد حبيبتي لقد تزوجت زميلها في العمل
- ولماذا إذن طلبت مني ألا أقع في حبك؟
- لأنكِ لا تعرفينني خارج كل هذا السحر
  لم تكوني لتنظري إليّ لو مررت بكِ دون أن أذكر اسمي الحقيقي
  يخدعك اقترابي فتظنين أنني أحبكِ
  أنا أيضًا أخاف وقلبي معطل
  حينما أتم مساعدة عددٍ كاف من الآخرين سأُشفى
- ما هو العدد؟
- لا أعرف
  لكن علامتي هي النور


أنتَ لا تفهم أي شيء أيها الساحر الجميل
ليس اقترابك مني هو مفتاح حكايتي
بل اقترابي منكَ
يمكنكَ وضع مزيداً من الشروط والمفاتيح
لكنني اجتزت مقام الاختيار
ربما لن يحدث شيء آخر داخل هذه الحدوتة
لكنك لا تملك قلبًا معطلاً أبداً
هذا الوهم الذي تطمئن إليه لم يعد صالحًا الآن
لقد رأيت الزهور تتدفق داخل دمك
ورأيت ابتسامتك للسماء

أيها الساحر
تعالى إليِّ
ليس الحب هو ما انتظره منك
كل ما أنتظره هو أنت فقط
لا تتوقف عن صنع معجزاتك الصغيرة أبداً
سحرك هذا لن ينتهي أو يكتمل أبداً
ربما أستطيع مساعدتك على شفاء الآخرين
اسمح لي أن أكون معك فقط
دون أن تطلب مني وضع لافتة باسم العلاقة
كل خيالي عن العالم انهار عدة مرات
لذلك فأنا لا أعرف أي شيء
سحرك يداويني وأنت أيضًا


أكتب إليك كي أشكرك على كل هذا الجمال الذي يغمرني
شكراً لوجودك في هذا العالم

....
غادة خليفة

















painted by: Maria zeldis

......

الأحد، 18 نوفمبر 2012

عن النجاة - غزل و غادة خليفة





إلى غادة


أنتِ تعلمين أني أود أن أكتب لكِ منذ فتره طويله
ولكنى فقط لا أرتاح لفكرة البوح
أشعر أن الكتابه تعرينى.
أتخيل أن أفكارى سحب داكنه تعلق فى سماء عقلى
تسقطها الكتابه أحرفا لتصير واقعا ملموسا لا شك فيه

أود فى البداية أن أفاجئك
أنا أيضا أعرف
تقولين أن صديقاتك صغيرات
ولا يملكن أية فكره عن البوابه الثلاثينيه التى تعبرينها بمفردك
ولكنى...أعرف وأخاف مثلك أن أعبرها وحدى
ربما تظنين أنى مازلت صغيره
ولكنهم جميعا يتفقون على أنه لا وقت أمامى
وعلي أن أصطحب أى رجل معى عبر البوابه
وإلا فعلي أن أصارع الوحوش التى تقبع خلف البوابه
وحدى تماما وعلى الجميع أن يتعاون فى إخافتي

كيف أحكى لكِ عن كوابيس اليقظه التى تطاردني
عن الرجال الذين لا يرغبون سوى بجسدي
ولا أحد منهم يعبأ بفحوى روح
عن النساء اللاتى يحشرن وجههن كله فى أمورى الخاصه...
كل منهن يحملها الدهرعائقا ترينه واضحا على أكتافهن
ولا تشعر أيًّا منهن بالسعاده فى حياتها 
ولكنهم يردن لى بحماسه مثل تلك الحياه بالزبط!!

عن الصديقات اللاتي يستغنين عن المسند الذى أرخى ببعض جسدى عليه
كلما وجدت إحداهن رجلاً اختصرت عالمها كله فيه
وكأن باقى البشر باتوا قطعا تتحرك حولهن بلا داع
فتتركنى كلاً منهن أتعثر فجأه...وبلا مبالاة

أنهض وأنفض الغبار عن روحى فى حاله تامه من الذهول وعدم التوازن وأقف أمام المرآه فأرى وجهى قد شحب وعيناى قد انطفأت تماما ولا تستطيع يدي أن تطاوعني لأضع بعضًا من مساحيق التجميل لأني .....أخاف الله...أترك له هيئتى كما خلقها دوما دون عبث مني أو تدخل ولأبدو كما يريد هو لى أن اكون.
وأمضى مع الصمت جنبا إلى جنب فلا يتركونني حتى أهنأ بصحبته.


أنا ياغاده ضعيفه...رغم كل مايبدو لك فى مظهرى من قوه
أمضى فى طريق طويل يخبرنى إيمانى أني سأجد فى آخره شجره وارفة أستظل بها وتحمل عصافيرها مايعلق بأكتافى وتحلق بعيدا
ولكنى فقط لا اعلم متى سأصل...والخذلان يجعلني أنحني لأسفل فافقد بعضا من إيمانى


ولا يساعدنى أحد..ولايسألنى حتى أقرب الناس عما أريد وإذا فاضت نفسى عما بها سخروا من عالم الخيال الذى اتحدث عنه وإذا خرجت أعصابى عن طورها لا يتحملنى أحد رغم أنى أحمل عنهم بعض أثقالهم بكل الحب ...

بت أتساءل إلى متى سيبقى إيمانى بجوارى وهل سأنجو؟ أم سأصير مثلهم يومًا أبكى حسرات ما أصابنى وتتحول أحلامى إلى وحوش تعيش معي فى الواقع وتطاردني فى الاحلام؟

...................

 



إلى غزل




ومثل الذين ولدوا وماتوا داخل حربين عالميتين أو الملعونين بالطاعون
أتحمل قدري
أعيش الآن وأشاهد جثث الآخرين تتساقط أمامي على الشاشات
عليَّ أن أمرر خيطًا وحيداً عبر كل هذا الأسى وأن أهزم فقدان الأمل كل يوم
لذلك أمشي داخل مكاني الصغير الذي أحفره بدأب
تريدين مني أن أحدثكِ عن النجاة يا صديقتي
داخل موتٍ يتسع كل يوم ليخطف أحدنا أو داخل دائرة من التعاسة تتسع لتشمل الجميع

بهجة المنتصرين لا تطرق بابي مع أنني نجوتُ
لازلت داخل ظلامي الخاص أصارع أشباحًا لا يعرفونها وربما تكون أشد خطورة منهم

نجوتُ من فضول الجيران ولوعة أمي وتلميحات إخوتي
من أسئلة العابرين وزملاء العمل
نجوت يا صديقتي دون أن أدرك ذلك

لازلتُ وحيدةً مثلكِ تمامًا، أبحث عن رجل يخبز معي التفاهم مثلكِ تمامًا لكنني أوقن بالسلامة
الخوف لم يستطع أن يسرقني من كل شيء
النباتات التي زرعتها منذ زمن بعيد صارت تنمو وتتشابك وتصنع جدرانًا حامية
إزرعي أحلامك فقط وشاهدي مراكبك تنجو

الرجال لا يملكون مفتاح باب الخروج من الخوف
لا يعرفون أين هي لمبة السعادة
إنهم خائفون مثلنا تمامًا وينتظروننا فقط على الجانب الآخر
وجودك مع رجل يحبك لن يحل مشاكلك
فقط سيجعلك أكثر قوة في مواجهتها وربما أكثر ضعفًا
إنهم لا يمتلكون حلاً سحريًّا للعالم
لا يمكنهم تلوين الميكروباصات ولا انتزاع عوادم السيارات من الجو
ليس بإمكانهم تقليص عدد ساعات العمل ولا تثبيت سعر البنزين

تجاوزي كل هذه الأساطير التي زرعتها السينما داخل عقولنا
تجاوزي الخيال الذي ربما سيتحقق لدقائق فقط
لديكِ بحراً صاخبًا وسفنًا تنتظر إشارتك
تذكري الأحلام التي تركناها وحيدة على عتبة المراهقة
تذكري الأشياء الصغيرة التي تمنحكِ السعادة وابدأي من هناك

- هل سأنجو يا غادة؟
- نعم
واصلي البحث عن طريق





ملحوظة:
غزل هو اسم افتراضي لصديقتي التي رفضت كتابة اسمها





..

الخميس، 15 نوفمبر 2012

إلى وفاء






إلى وفاء

على فكرة (إلي الغريبة) كانت جملة ناقصة
أنا قريتها إلى الغريبة التي هي أقرب من الأصدقاء
والله وصلتني كدة يا وفاء
محدش بيفتح قلبه لحد شايفه غريب عنه أبداً
أنا مشفتش الشوك اللي بتقولي عليه أنا بس كملت قراية الجملة

الغريب اني ابتسمت فعلاً زي ما انتي قلتي
أنا حبيتك على فكرة ومن غير ما اشوفك
وحابة أكتبلك رسايل، لسبب مجهول أنا مبسوطة بالشباك اللي اتفتح بينا دا وبيمرر دفا من الناحيتين

تعرفي الدنيا برد خالص النهاردة
اليوم كان طويل ومليان ناس كتييير وكلام ووجع وحب وقرب وبعد
أنا تعبت الصراحة
ليه كل الناس اللي بقابلهم بيقولوا لي جملة واحدة بس بتتكرر
( انتي جميلة ... إحنا بنحبك)
وأنا مبعرفش أرد يا وفاء
أنا برتبك وأتلخبط وأضرب أخماس في أسداس
وباصرخ من غير صوت...... أنا بردانة
وكإنهم بيدفعوا باب جوايا علشان يتفتح وأنا بتألم
بس بحاول أضحك على نفسي

الحقيقة أنا بتألم وبردانة ومبعرفش أحب حد أو أقرب من حد
عمري ما أخدت حد ودخلته قلبي من غير خوف
أو مشيت ورا كتيب الإرشادات لحد ما وصلت لجوا قلب أي بني آدم
كنت زمان بقول زيك كدة الحب أهم حاجة 
وأنا مش لاقية حد يحبني وأحبه في نفس ذات الوقت
بس دلوقتي بقول الحب محاوطني في كل الحتت 
وأنا مش عارفة أتعلمه أو أقرا حروفه خالص

مشهد مامتك دا لمس قلبي أوي
حبيتها وهي بتعيد طقس قديم وبتبكي كل الدفا اللي كان بينها وبين والدك
أنا أمي بتحلم بوالدي كتيير وبتدعيله وبتتفرج على صوره من ورانا
بس عمرها ما اشتكت من غيابه
لأنها طول الوقت بتحاول تخبي الست الضعيفة اللي جواها
لأنه في ظنها إحنا محتاجين الست القوية نتسند عليها 
وهي مع الوقت اتعودت تخبي ضعفها/جمالها

أنا يمكن أكون بقلدها وأنا مش عارفة
أنا كمان بخبي الجمال جوا قلبي ... لأ بحبسه
فصوته بيوصل للبر التاني
صوته بيستدعي الناس لحد عندي لاجل يتشفعوله
أطلقه لوجه الله

بس أنا مش عارفة أخرجه يا وفاء
وهو مش راضي يبطل صراخ
وأنا مش عارفة أعمل إيه

أنا تعبت