الأحد، 31 مايو 2009

خطاب لم يكتبه الولد الصغير لامرأته الكبيرة








أيتها القاسية الجميلة
لماذا تخدعين نفسكِ
أنتِ لا تعرفين ماهو الحب أصلاً
أنتِ مزيفة

لماذا تغادرينني...وتتركينني وحدي
لماذا تفعلين بي ذلك
أنا حقيقيٌّ وحيٌّ وموجود
وأريدكِ
هل تفهمين؟

لماذا يكون واقعكِ ممتلىٌ بمعجبين كثيرين
مع ذلك تدعين أنَّك غير مرئية وغير محبوبة

أيتها الكاذبة التي لا يملأ عينيها أحد
أنا أريدكِ

لماذا تتركينني وتتفرغين لأوهامك
عقلك الذي أرغب بإيقافه قليلاً
يوهمك أن عاشقاً من النوع ِالفاخرِ

ينتظركِ بمكانٍ ما

أفيقي
خيالك مسموم
أنتِ تعيسة
(لا تستطيعين مجادلتي في ذلك على الأقل)

أنا هنا
لماذا لا نكون معاً
لماذا لا نصنع سعادتنا
أنا هنا
لماذا تتركينني
مرةً بعد مرة

أيتها القاسية
أيتها الجميلة

أريدكِ
هل تفهمين؟




...





وجدت هذه الكلمات مكتوبة
في دفتر قديم لامرأةٍ كبيرة

أنا ملعونة
عجينتي مسممة بالحار والبارد
بالخوف والولع
بالاشتهاء والتجمد
في نفس النقطة

ملعونة بالمحبة الزائدة
أبدو مثل صنبور لا يتم غلقه
مفتوحاً للأبد .. يتدفق منه الماء بغزارة
بينما يعاني هو من عطش قاتل





...................

الجمعة، 29 مايو 2009

خطابات الافتتان الأولى


-----------------------------------------(1)


..........................خطاب لن يصل إلى عيشة
-----------------------------------------------------------

قالت: ( بحب واحد مش من توبي

ومش عارفة أعمل إيه )
قلتُ: ( وأنا أيضاً)

الفارق بيننا

أنها أقرب إلى نفسها بحيث يمكنها الاعتراف ببساطة

قالت ( بحبك أوي .... بس مبفهمش كلامك )
ثم اقتربت منه
وتركت أثراً لا يُمحي بقلبه

لستُ قريبةً من مشاعري
كي أصرخ

( أحبك بالرغم من أنك لا تراني )
خوفي ألجمني
تصورت أنه سيفر ...

سيفر بعيداً

أما أنتِ
فقد اقتربتِ
أطلقت حناناً مشتعلاً باتجاهه ..

مازال أثر احتراقه يلمع بعينيه

يا عيشة
عيناه تمتلىء بكٍ تروحين وتجيئين ...

يحفظ رنة صوتك وطريقتك في المشي
بالرغم من أنك لا تفهمين خيالاته الشاسعة ...
ولا يمكنك التقاط حبل ذكرياته حينما يضيع

أنا أفهم ابتسامته
وكل الكلمات التي لا يقولها
آه
أرغب في التنازل عن كل ما أفهمه وكل ما لا أفهمه
سأتركهم لكِ
لقاء خمس دقائق فقط بين ذراعيه
أرغب في تبادل الأماكن معكِ

يا عيشة
ليس خطؤك أنك لا تعرفين القراءة
أنا أعرفها
مع ذلك ...
أنا مثلك
وحيدة

يا عيشة الجميلة والحية
لا تخافي

أحبُّ ابتسامته وهو يحكي عنك....
ضحكة عينيه وهو يدللك

يا عيشة البعيدة
لا تخافي

لقد أحبَّكِ
أحبَّكِ



.........






تعليق أمنا الغولة
وجد مكتوباً على الهامش

مش عايزة أبقى تصبيرة ف حياتك
بنت أحسن من مفيش
واحدة والسلام

مش عايزة الحدوتة دي
عايزاك انت وبس
مش عايزة اتجوزك
بس عايزة أبقى بطلة ف حياتك
زي ما انت بطل ف حياتي

الدور التاني مينفعنيش ولا ينفعلك
صعب أوي أكون واحدة ف حياتك
على ما تُفرج

امشي ... امشي بعيد
مش عايزاك خلاص

.......





.
.

الأربعاء، 27 مايو 2009

افتتان مؤقت


.

.

.

أفتقد المدونة والكتابة
لن أنقل شيئاً من الكراسات القديمة
أو من كشكول مذكراتي
سأعود لشجاعتي التي تخلت عني قليلاً
شجاعتي التي تجبرني على الفرار أحياناً

............

الحكاية بسيطة جداً

إنَّ رسالة ما
سقطت على رأسي
كنت أنتظرها وأعرف أنها مؤلمة جداً وكاشفة
أتعرَّف أكثر على نفسي
وأربط بين حدوتة ذهبت منذ ثلاثة سنوات
وحدوتة انتهت منذ أيام

أنا اكتشف لماذا تتكرر التجارب علىَّ
ولماذا يظهر نفس الشخص بحياتي ...باسمٍ آخر
كل ما يتغير هو الاسم
الاسم فقط
الحدوتة كاملة تحدث بنفس تفاصيلها
وأنا أندمج وأراقب في الوقت نفسه ...
وأعرف أنني كنت هنا من قبل
أعرف
وأتحمل الأمر لنهايته كي اكتشف الإجابة
لماذا يتكررون علىَّ ؟

تقول رسالتي المؤلمة ...التي أفكُّ شفرتها ببطء
أن الأمر يتلخص في أنني أهرب قبل انتهاء التجارب ...
أجري إلى وحدتي
دون أن أعرف من أنا ...
وما المعنى الكامن وراء التجربة
ولماذا تحدث الأشياء بهذه الكيفية

التجربة تُعاد مرةً أخري لكي تنتهي
ينبغي أن نغلق ملفاتنا القديمة قبل فتح ملفٍ جديد

آه
نفس الفتنة الصاخبة ...والذوبان الكامل
نفس الحنان الممتزج بالرقة
نفس الطيران
.
.
.

نفس القسوة

هكذا كان علىَّ مواجهة الضياع مرةً أخرى
وهكذا استعدتُ نفسي قبل أن أركب قطاراً لا يخصني
ولن يوصلني إلى أي مكان

استعدتُ نفسي
دون أن أهرب من التجربة هذه المرة
أنا واجهت الأمر
أنا قبلت القفز ....ولم أضع

سميت الأشياء بأسمائها الحقيقية
لم أسمِ الافتتان حب
أعدت تعريف الحب لنفسي
كي أعرف أين أنا من هذا الرجل
وأين هو مني

الحقيقة أبرأتني
لم أحب هذا الولد
ولم أحب الولد الآخر الذي يشبهه جداً
فقط
اختلطت علىَّ الأسماء

في الحب نفتتن بالآخر ...
ولكنَّ الافتتان يكون جزءاً صغيراً داخل منظومة متكاملة
من الرعاية المتبادلة والشعور العام بالأمان

الافتتان وحده
هو افتتانٌ
فقط

أتألم وانا أستيقظ على بلاط حجرتي
خارج الحلم
أستيقظ عنوة
دون أجنحة

سأشفى
هذه المرة سأشفى
لأن المعنى يسكن قلبي
ويربتُ علىَّ


.
.
.

الخميس، 21 مايو 2009

عن رضوى أو إليها




حينما قابلت رضوى في المرة الأولى
لم يعلق بذهني سوى ابتسامتها البريئة جداً
وكم الصفاء الممزوج باللبن الذي يطل من عينيها

أحب السمراوات جداً، أشعر بأنهنَّ جذابات
يذكرنَّني بالشيكولاتة
أو بالقهوة الممتلئة بالدفء


ابتسامة رضوى
مثل ابتسامات القديسين في اللوحات القديمة
هادئة وناعمة ...تسحبك ببطء إليها
وحينما تبدأ في الكلام

ستندهش بإدراكها العميق للتفاصيل
وبقوة مشاعرها الكاشفة
رضوى لا تستمع إلى الآخرين ولا تراهم مثلنا بعينيها
رضوى تعرفهم بقلبها
لا أعرف كيف ...

ولكنها تعرف وتصدق ما تعرف

الحنان هو ما يجعلني أأتنس وأهدأ
كلما تحدثت قليلاً مع رضوى
لم أحكِ لها تفاصيل المشاعر التي تلتهمني ببطء
مع ذلك وجدتها تصب ماءً عذباً بروحي

ودون أن تقول أشياءً كثيرة
جعلتني أطمئن

في الشارع حينما تحكي لي
أرغب باحتضانها
لا تخافي
غداً أحلى
لن تحدث أشياءً سيئة
أنا هنا
لا تخافي

رضوي تطلق مشاعر الأمومة بداخلي عن آخرها
تجعلني أمسك بيديها جيداً ونحن نعبر الطريق
وأدعو لها أن تسعد وتطمئن

أرغب في إنجاب طفلة مثل رضوى
رضوى التي لا أستطيع إلا أن أنبهر بها
كل هذا الجمال والوداعة معجونين بالدفء

لا أعرف أشياءً كثيرة
ولكنني مندهشة وفرحة

شكراً
يا رضوى الجميلة



........

السبت، 16 مايو 2009

لُجَين

.


أرفع شعري إلى أعلى وانظر في المرآة
ليس مهماً أن أكون جميلة
في المقهى
أكتشف انني في اليوم الخطأ
مع ذلك أجلس بهدوء

( لم يكن بوسعي دون مرارة أليمة
أن أنفصل عن هذا البحر مفرط الغواية)*

الشعراء اليوم أعرفهم

ابتهج بالقصائد ويعلو صوت التصفيق
في المناقشات الساخنة
انتبهُ للولد الذي يمسك الكاميرا
أبعدَ الكامير قليلاً واستقرَّ على وجهي بنظرة حنانٍ طويلة
أيقظتُه بتلويحة صغيرة
الرجل الجالس بجانبي يضحك
حينما أسأله يقول ( لما تكبري هقولك...)
فأتذكر الولد الصغير الذي لا أرغب بانتظاره كي يكبر

المكان يمتلىء بالروح وبالجدل الجميل
أمتلىء بالشغف
الولد والكاميرا يأتيان معاً
يصافحني بودٍ حقيقي (أنتي فين.....)
أنخرط في حوارٍ آخر مع صاحب المكان
أنجذب إلى الشعر الأبيض حينما يختلط بالحيوية
أتفق معه على ميعادٍ للقاء

في الطريق إلى البيت لا أرى الآخرين
فقط أحلم بالنسيج

أعرف أن مشاعري حادة ومشحونة
تخترق القلب والعظم معاً
شجرة الفضة التي أثمرتك
أرغب في النفاذ داخلها
أرغب في تمرير خيط طويل
بين شجرتينا
ومثل برتقالة تعرف
لن أرضى بأقل من نسيج حي وعميق
لأ أريد الحب
أرغب في النسيج فقط
ليس أقل
...
.




* بودلير (سأم باريس)


..............

الثلاثاء، 5 مايو 2009

ميدوزا










ينظرون...
يصيرون
قصائد

اهربوا
قبلما تتحولون إلى عصيرٍ طازج
تُصنع منه حلوى الكتابة












........