السبت، 6 سبتمبر 2014

إلى الحبيب الذي لا يقرأ الرسائل











إلى الحبيب:


اليوم أخبرتُ أختي أنَّك تتحرك بعيدًا عن مرمى بصري، لأنك تستطيع قراءة مشاعري بدقة، فتعرف مثلًا أنني أقترب منك دون أن أتحرك من مكاني، وتشاهد الخيوط التي تنمو فجأة في المسافة بيننا، وتكرر ضحكة واحدة بعينها كل مرة، كل مرة أحب ضحكتك أكثر.

أختي طلبت مني أن أسألك: لماذا لا تحبني؟ أو لماذا تتعمد الهرب مني؟ أو لماذا يحدث كل ما يحدث؟
بعد أن أصابني الوجع، فكرت أنني لا أستطيع أن ألوم أي شخص على عدم محبتة لي، المحبة تأتي أو لا تأتي إلينا، لم أخترها بالتأكيد، لو كنت أملك اختيارها لقررت أن أتركها وحدها واقفة في الشارع بجوارك.

لا أستطيع الحركة خارج أفكاري، أفكاري تخبرني أنَّ هذه المكالمة بلا فائدة، لقاؤنا نفسه سيصبح جارحًا في الدقيقة الثالثة، كل ما سأفكر به أنك لا تهتمُّ، وأنني أتيتُ كي أتسوَّل اهتمامك.



أختي تقول: ربما كان يحبك فعلًا....
وماذا لو أنه كان يحبني، هل سأطلب منه أن نحاول استعادة ما فات، سيخبرني عن المستقبل الذي ينتظره بعد شهرين على الأكثر.
ما يحدث في الأفلام لا يحدث داخل حياتي.


ليس بإمكان روحي أن تغطي روحه، أنا لا أشبه بطانية كبيرة وناعمة بإمكانها احتضانه بحب، أنا منديل صغير يرتجف من البرد.
لا أعرف ما هو مفتاح سعادته، ولا أعرف باب بهجته، وغالبًا سأتعثر بالسلمة الأولى في قلبه، تمامًا مثلما فعلتُ من قبل.
سأجلس معه وأفقد الكلام، وحينما يسألني عن سبب لقائنا سأرتبك، الوجع يسيل ممتزجًا بالحب، قدرتي على التنفس تخفت، سنتمشى معًا، وأنت تريد أن تمسك يدى، بينما أفكر في الهرب.
كنت أودُّ أن أقول: "لقد تغيرتُ، أنا الآن أفهم ما الذي أريده تمامًا، وأريده الآن". لكنني للأسف لا أفهم أي شيء، مشاعري نفسها التي تتحرك في وجودك، تختفي من حياتي بعد ذلك كانها لم تحدث أبدًا.... لا أفهمها، ولا أفهم لماذا أعود إليك كلما تكسّر العالم فوق رأسي.


أريد أن أشفِي روحَك من الضياع، لكنني لا أعرف دواءك، لا أعرف ما هي المقادير الصحيحة لصناعة سعادة تليق بك، أقول لنفسي: لديه امرأة تحبه، إذا لم تعرف هي كيف تجعله يبرق؛ فبالتأكيد لن أتمكن أنا من ذلك. ربما دواءه خارج الحب، ربما ترياقه داخل السفر أوالتأمل أوالكتابة.

في أحلامي أشاهدنا معًا، لكننا لا نمشي باتجاه نهاية سعيدة أبدًا – نعم مازلتُ أتصور أن هناك نهايات سعيدة يا حبيبي_
سنتشاجر بعد إسبوعٍ على الأكثر، حياتي لا تشبه حياتك، وأصدقاؤك مخيفون، لا أفهم كلامك بالكامل، والطريقة التي تسخر بها من العالم غريبة لدرجة أنني أتألم وأخاف، الدخول في نقاش طويل معك لن يجعلنا نصل إلى أي مكان، بالنسبة إليك، أنا امرأة ساذجة بأفكار محفوظة، ومصابة بأمراض المجتمع إلى درجة قاتلة.
وبالنسبة لي، أنت تضيّعُ نفسَك بانتظام.


أضحك من الحياة التي ربطت قلبي بيد رجل لم أعرفه جيدًا، ولا أستطيع الاستمرار في الكلام معه دون أن تربكني رغباتي.
أريد ان اتكلم معك، أريد ان احضنك ثم أتكلم معك، واعرف انَّ حكايتنا معًا لن تذهب إلى أي مكان، آمل في نسيانك فقط، لكنّني لا أضمن نفسي ابدًا، غالبًا سأستعيد كل مشاعري مرة أخرى؛ لذلك أنا أقف في مكان بعيد، وأكتفي بالكتابة فقط.


........
غادة خليفة
2014


.



.




painted by: antonio mignozzi
.......