الأربعاء، 10 فبراير 2010

الحدوتةُ كما حدثت

.

.


1


هل تكمُنُ مشكلتي في امتلاك خيالٍ واسعٍ
ام في أنني أقيِّد طاقةً مرعبةً لا أمنحُ نفسي فرصة اختبارها أبداً


صديقتي الأقرب وامرأةٌ حكيمة بداخلي
يتفقون على أن علاقتي به انتهت تماماً
يقلن لي : لا يهم إن كنتِ تحبينه أم لا
الأمرُ انتهي

لماذا يفجر بي هذا الرجل كلَّ هذه الكلمات
لا أستطيعُ التوقفَ عن كتابته
ما الذي جعله حيا ً ومحفوراً بي بهذه الطريقة المؤلمة
ماذا حدثَ لي معه ؟





2

صغيرٌ جداً ومغرور ....
خمسُ دقائق كانت كافيةً لأعرف
استقبلني بابتسامةٍ حيَّةٍ والحب يشتعل بعينيه لامرأةٍ تجلس جواري

وجهُهُ ينقسمُ إلى نصفين
النور والظلام معاً داخل ولد ممتلىءٍ بالطاقة التي لا اسم لها
كان مفتوناً بامرأته وشغفاً عميقاً يطلُّ من عينيه ويلَوِّنُ صوتَه

انفردتُ بنفسي في ركن بعيد أعاني من احتراقٍ حاد .....
الوحيد الذي أتى خلفي كان هذا الولد الصغير
كان يتكلم عن النساء اللائي يلهمن الطقس بالتحول
حينما كنت أفكر أن الهواء الصاخب في أغسطس
هو انعكاس بسيط لمشاعري التي تحرك الأشجار

قلتُ: أرغب بالرقص الآن ... في الشارع المظلم
لماذا لا يمتلك الرجال هذه الرغبات

قال: إنه أمر يخصُّ الطفولة
كلما كان الطفلُ بداخلنا حيَّاً كلما ظهرت رغباتنا بشكل أوضح
لم يتهمنى بالجنون ولم يعاملني بلامبالاة
وعرف أني أتكلم من نقطة عميقة بقلبي

رآني أنخرط في الحوار بمشاعر أقوى
فسألني: كم عمرك
وحينما أجبته لم يقل لي تبدين أصغر ...
فقط اندهش

وقال : ماذا تفعلين بنفسك




3


الولد الصغير قال : سأكون هناك غداً هل ستأتين
قلت لصديقتي : هو الذي طلبني أنا لا أختار رجالاً لا يصلحون لي
هو الذي بدأ الحكاية أنا بريئة منه ولم أخطط له

كنا نتكلم في أشياء كثيرة إلا عن أنفسنا
الطاقة في المسافة بيننا يمكن لمسها
ذهبت وانا أقول كلمني لنتقابل ....
لم اجرؤ على الاتصال به لأن جُهنمَ تختبىء خلف هذا الباب

جاء بصحبة امرأةٍ جديدة ...
تغازله في بساطة
الولد قرأني ولم يكترث
كان آمناً معي لأنني امرأة كبيرة

أدركت وقتها أن بإمكاني أن أحبه

حوارنا القصير والمبتور دائماً كان غريباً ... دافئاً ومثيراً وحيا
نتكلم عن الكتابة والفراغ والنجوم والسماء والبلاد البعيدة
ولا شىء عني .... لا شيء عنه
مع ذلك كنا قريبين جداً

هذه المرة ذهبَ ولم أرغب في رؤيته مرَّةً أخرى
لأن وَهَجاً من الضياع انعكس لي
من حفرةٍ عميقة ومشتعلة أرغب في السقوط بها





4

تأكدتُ أنَّهُ خطرٌ علىَّ
مع ذلك أرغب في معرفته أكثر
لأنَّ بإمكانه أن يخبرني من أنا حقاً
وكيف يمكن أن أكون سعيدة

قال: لا تحبيني ...
قلتُ: أنت صغيرٌ جداً ولن أسمح لنفسي بتجاهل المسافة بيننا

أحببتُه دون أن أعرفَ أنني أحبه....
أرغبُ في أن أعرف من أنا ... ولماذا يحركُني هذا الرجل بخفةٍ وجمال

لم أنخدع في خوفه من أن أحبه
لأن رجلاً يخاف على امرأة أن تحبه
هو رجل يخاف أن يقع في حب امرأة


لا أرغب بإيذاءه
لن يحبني حتى ولو أحببته




5

وجدته يقف هناك ...
عيناه ممتلئتان بشغف ومحبة وجرأة وخجل وحب
عيناه مشتعلتان
لم أستطع أن أحرك عينيَّ أبعد
لم يكن يصافحني كان يحضنني
صعبٌ أن أخطىء ذلك

بدأ يحكي لي عن الأشياء التي يتصور انني أرغبُ بمعرفتها
وأنا أتأمله وأتابع الشعور الكائن خلف كلماته
الشغفُ يتصاعد

ذهبنا إلي مكان التجمع الكبير ...
ترَكَني
كأنَّه لم يعرفني
كأننا لم نعزف معاً منذ دقائق
هجرني ببساطةٍ لأن امرأته هناك






....

2009



يُتبع ،









..........

3 التعليقات:

من اجل عينيك يقول...

ياغادة انتي مبهرة مبهرة مبهرة

اقول ايه بس اكتر

لا حول الله يارب

غير معرف يقول...

لأ انا مش هأقول
انا هأستنى باقي الحدوتة عشان اقول
انا منى بس مكسلة اعمل سين ان :D

ست الحسن يقول...

فاطمة

تسلمي يا ست البنات
وسلامة قلبك
النص ده قديم شوية يا بطة
وعادي يعني

.....

منى
أديني خلصت يا أختي
علشان خاطرك بس
مبسوطة بقى

..