السبت، 27 فبراير 2010

الصداقة وأشياء أخرى

.


.



ما الذي يجعلني في ليلة شتوية مثل هذه أفتح الفيس بوك

وأنظر إلى صور أصدقائي التماساً للدفء
بإمكاني أن أتصل بأشخاصٍ كثيرين الآن
غالباً لا يوجد شخص واحد أرغب في الاتصال به أو الكلام معه
ولا أعرف لماذا

الصداقة تبهتُ بفعل الزمن أم أنها أصلاً علاقةٌ مؤقتة
تذوب فوراً بعد عددٍ معين من الاستخدامات
لا أعرف

في فترة الثانوي وبدايات الجامعة تكون الصديقة الحقيقية هي كل العالم تقريباً
هي الشخص الذي نشكو له من الأهل ومن الدراسة ومن الأولاد
الشخص الذي نفضح عنده أسرارنا الصغيرة مثل أن فلاناً غالباً يحبني
أو أنني أخفي مذكراتي في درجٍ بعيد كي لا تكتشفها أمي

كنا ثلاثة أنا وهي وأختي
كنا نخطط معاً للانطلاق في الحياة
كنا نرغب بالعمل في الصحافة بالكتابة وبالرسم
وكنا نخطط للوقوع في حب ولدين توأمين وصديقهما
كنا نبحث عن فارس الأحلام

وكانت صفاته تنحصرُ في قدرته على تفهمنا
وعلى قبولنا كما نحن وفي تمكيننا من إمساك دفة حياتنا خارج القهر الأسرى
كنَّا صغاراً وحالمين

علاقتنا بصديقتنا انتهت فجأة
فجأة لم تعد ترغب برؤيتنا أوالاتصال بنا دون سببٍ واضح
لم نكن مقتنعين أن خطبتها لمعيدٍ جامعي تُعدُ سبباً كافياً لقطع علاقتنا
إلى الآن لا أفهم لماذا يجب علىَّ أن أقطع علاقتي بصديقاتي حينما أتزوج

أو أدخل في مشروع زواج ، مع العلم أن باستطتاعتي الاحتفاظ بهن في علاقات الحب

الحياةُ ساخرةٌ جداً
لقد حاولنا أكثر من مرةٍ وصل الخيط ولم تستجب صديقتنا
غالباً كنَّا نقف في طريق سعادتها فكان يجب عليها التخلص منَّا

الأمرُ أن خطيبها الذي صار الآن زوجها لم يكن يريد لها أن تعمل

كانت لاتزال في السنة الثالثة لكليتها قبل أن تتزوج
وتزوجت قبل انتهاء دراستها تقريباً
لم نكن مدعوين في الخطوبة أو الزواج

لا أعرف لماذا كنا مخيفين ولا نزال
هل لأنها كانت ستقرأ ماهو مكتوب بقلوبنا
كانت ستعرف من نظرة واحدة

أنها تلقي بأحلامها من النافذة
وتدخل النفق لتصبح نسخةً أخري من أمها

لا أعرف حقاً ماذا حدث لها معنا
كنَّا مؤمنين بشدة بقدرتنا على اختيار حياتنا وتشكيلها

مفعمين بالثقة في المستقبل

الآن أنا أضحك على نفسي
إن معيداً في الجامعة هو عريسٌ لا يمكن رفضه

من فتاة تنتمي لطبقة متوسطة وترغب بالصعود درجة في السلم الاجتماعى
ربما لو كان تقدم لي وقتها معيدٌ في الجامعة

ما جرؤت على مجرد التفكير في رفضه

السؤالُ هنا
هل تباين اختياراتنا في الحياة هو سبب كافٍ لإنهاء صداقتنا
لا أستطيع تصديق ذلك إلى الآن

ولكننا كنا سنعذبها حقاً
في كل يومٍ كنا سنذكرها بالإمكانات التي ضيعتها على نفسها
برغم أننا تعساء أيضاً

أنا تعيسةٌ أيضاً
إن اختياراتي خارج مؤسسة الزواج لم تحقق لى الأمان ... غالباً لا شىء
ربما تكونُ هي أسعدُ حالاً
أرغب في رؤيتها مرةً أخيرة .... في الحديث معها بإخلاص
لا زلتُ أحب صديقتي القديمة ولا أعرف لماذا

إنهم يقولون لنا أن الأشياء تتكرر وأنا أقسمُ أنها تتكرر حقاً
لقد وجدتها مرةً أخرى وفقدتها تقريباً لسببٍ مشابه

ملاحظةٌ قصيرة لصديقتي القديمة / الجديدة

إنَّ الصداقة ليست الإناء الذي نفرغ فيه تعاستنا
ليست كلها تتلخص في حكي مشاكلنا والبكاء الطويل في سماعات التليفون
إن الصداقة صدقٌ حقيقىٌ
وفرح ...
ومشاركة حقيقية في كل شىء
المشاركة والصدق
والحب الذي لا أعرف كيف يبدأ وأين ينتهي
أنتن تدخلن قلبي ببساطة ولا تخرجن ... لا تسقطن بالتقادم أيضاً

لن أسمح لنفسي بنسج حكايات أخرى مشابهة
لقد خذلتموني
مرَّةً بعد أخرى

أعتذرُعن عينىّ التي تفضحُ مشاعرى

وأعتذرُ عن إيماني بالأحلام التي تتحقق
اذهبن ... وكنَّ سعيدات

............

أكتشفُ أنني دراميةٌ جداً
كنَّ سعيدات
لماذا أكتبُ ذلك

المفروض أن أصرخ من الوجع ومن الخذلان
أنا غاضبةٌ جداً وتعيسة غالباً لأسبابَ كثيرةٍ

لا يهمُ ستكون ليلةٌ مظلمةٌ أخرى
يشرقُ بعدها العالم









.......................
.

.

الأربعاء، 24 فبراير 2010

sentimental





.

.

أيُّها الجمال الذي يؤلم
تقدَّم خُطوةً باتجاهي

يا موسيقى الروح
امنحيني قلباً آخر

يا حبيبي الذي ينتظرُ حبيبةً ما
أنا هنا





.....

الأربعاء، 17 فبراير 2010

غروب

.

.





........

الاثنين، 15 فبراير 2010

الحدوتة من وجهة نظر أمنا الغولة

.




.




معنديش فكرة أنا عرفته ليه
بس م الأول وانا عارفة انه شايفني والحكاية دي كانت مفرحاني أوي
كانت رابكاني صحيح بس مفرحاني
لأنها جديدة عليَّ ... محصلتليش قبل كدة

كنت محتاجة مساعدته أوي ...
كنت عايزة أعرف أنا مين
مرايتي اللي بيبص جواها بتعكس إيه
مكنتش عايزة أكتر من كدة

لأ كنت عايزة ... كنت عايزاه ... هضحك على نفسى يعني
طبعاً كنت عايزاه
بس بتخانق معايا وبكسر شبابيك وابواب العلاقة كلها
بكسرها علشان تقف قدامي
ف حالة إذا ما جاتلى الجرأة
وأخدت خطوة باتجاه اللي انا عايزاه

لو حد تاني ...أي حد تاني غيره
كنت قلتله انزل قابلني حالاً
وقعدت اتكلم معاه كتيرأوي
وغصب عنه كنت هشوفه كل يوم وغصب عنه كنت هحبه
بس هو مش حد تاني
هو ...هو
هو الحد اللي مينفعش اتنازل عن انه يكون عايزني
بنفس الطريقة اللي انا عايزاه بيها

نفسي أبدل مع البنت اللي بيحكيلي عليها
ولو خمس دقايق بس
محتاجة أجرَّب مشاعرها ولو لمرة واحدة
إزاي كانت بتحس وهو قريب منها أوي
إزاي كانت بتتنفس وهي ف حضنه
عمري ما عرفت
علشان كدة كنت هقدم لها عرض هايل
هي تديني خمس دقايق من حياتها معاه
وانا أديها كل حياتي معاه


ساعات بحس انه ملوش وجود
أنا بس باسقط نفسى عليه واحبها من خلاله
وبدال ما احب الذكاء اللي عندي أحب الذكاء اللي ف عنيه
وبدال ما احب ملامحى أحب ملامحه هو

يمكن أكون بتفرج على نفسى ومش متورطة خالص
يمكن أكون حبيت لعبة الورق
أصل الورق عمره ما هياكلني
بس هو ممكن ياكلني
ممكن يعجني بنشوة
ويرشني بالعسل السخن
ويسبني أستوى في الشمس
لحد ما ابقى جاهزة للأكل
وبعدين
وبعدين هتولد تاني
واحدة تانية خالص معرفش هيبقى طعمها إيه
ولا طلتها ع الدنيا شكلها ازاي
كل اللي انا متأكدة منه
اني هنسى كل اللي انا حافظاه عن نفسى ...
هنساه كله

واحدة بتضحك جوايا
بتقولي اللي انتي بتحكيه ده عمره ما بيحصل في الواقع
في الحواديت جايز بس في الواقع لأ
وفرصتك الوحيدة انك تتأكدي
هي انك تخشى التجربة وتشوفي
مش انتي طول عمرك عايزة تشوفي
قربي مرة واحدة واعرفي

آه .... نسيت
فرصتك خلصت في الحدوتة دي
جايز الحدوتة الجاية ينفع
بقول جايز
وجايز ميكنش فيه مرات جاية ...
هو انتي كام مرة بتقابلي حد تبقى حاساه بالشكل ده

نصيحة بقى
ابعدي عن كل المثلثات اللي في الدنيا
وعن كل العيون الداخلة لجوة
ابعدي عن الجمال
اجري منه
لأنه زي المغناطيس بالنسبة لك

دايماً هتبقى مندفعة باتجاهه
ودايماً هتبقى بالنسباله مجرد مسمار

الحدوتة الجاية ركزي شوية
هاتلنا واحد نعرف نقابله صدفة لو اتخانقنا معاه
آه وبلاش يبقى عنيد لو سمحتي
وبطلي الحواديت اللي انتي عايشة جواها دي
أدينا قولنالك وانتي حرة بقى

متنسيش انتي بتاعة بكرة واحدة تانية خاااالص
لسة متعرفيهاش







.....


الحدوتة من وجهة نظر كارمن

هتلاقوها
هنا وهنا وهنا وهنا





من التعليقات ع النص
...............................



غير معرف يقول
...
اهي واحدة وخلاص و بتقول :D:-

ولو قلت لك يا غادة اني دخلت الحدوتة ولم اخرج منها احسن حالا
واني مش عارفة لحد دلوقت اذا كنت حبيته ولا حبيت اسقاط نفسي عليه

زي ما كتير بتقولي امنا الغولة
حبيت طموحه ولا ده كان طموحي انا
حبيت ذكائي ولا حبيت ذكائه
البنت اللي كانت بتتنفس بصعوبة وهو بيحضنها بعنيه
وهو الوحيد اللي شافها بنت
من قبل ما تبقى بنت
بعدين
قدام
بقت بنت وبقت حلوة وعرفت انها بقت حلوة
بس فضلت كلمة حلوة منه احلى من كونها بنت
لأنه قالها قبل ما تبقى كده فعلا

قبله كنت بنت عادية... عندية.. جواها حيرة
ملامحها مش باينة بس مش عايزة تكون واحدة من اللي جم عشان يكمل بيهم الطابور
وقبلي كان ولد من الولاد اللي ماشيين في الدنيا بيتمرد ويثور ويتوجع
ويدفن وجعه في قصيدة ولا في كلمتين بيكتبهم او يقراهم
التأثير اللي تخيلته ليه فيا كان ليا فيه
كان اتجاهين رايح جاي
بعديه بقيت بنت غير كل البنات
وبعدي بقى راجل تاجح كل المروات اللي تشوفه تحس انه نازل من السما وتتمناه ....

وكل المروات اللي يشوفهم ما يملوش عينه ولا قلبه ولا المكان اللي سبته جواه فاضي
اللي سابه جوايا فاضي
واللي مليناه احنا الاتنين طموح
وشقينا
وسقينا عطشنا لبعض نجاح
عشان كده مهما نجحنا ما حدش فينا ارتوى
و عشانه....
وعشاني.....

عشان العطش اللي مالينا لبعض
عشان كل واحد فينا شاف التاني قوي من جوة
وحب يكون على مستوى التاني قوي
وعشان لما تبقى عطشان للمية عمرك ما هترتوي مهما شربت دهب :d
هو ده اللي حصل من جوة الحدوتة
اما الباقي فما اعرفوش لسة
عشان شفنا بعض بدري قوي
الحدوتة دي خدت ربع عمري
وهتاخد من عمري لسة تاني كتير
عشان كل حاجة باعملها بتبقى بسببها

عارفة يا غادة

انا مرة قلتله عارف ليه ربنا بعدنا عن بعض

وخلانا ما نتجوزش زي ما كان نفسنا؟
قاللي ليه
قلتله عشان انا لو دقت حضنك هاستكفى
ومش هابقى عايزة حاجة تانية من الدنيا
مش هانزل شغل ومش هابقى انا اللي بتحبها
ومش هاشيل رسايل ومش هاحمل نفسي هم فوق اني اكون في حضنك
وساعتها انت هتكرهني
مش هابقى ست الحسن في عنيك
بس اللي نسيت اسأل نفسي وأسأله عليه
ايه فايدة اني ابقى ست الحسن في عينيه

ويكون الشاطر حسن في عيني واحنا بعاد عن بعض؟ والاسوء
يارادتنا المشتركة
والحل؟
مفيش حل
من جوة الحدوتة ماهياش مبسوطة
ومن براها برضه
المشكلة مش في الحدوتة يا غادة
المشكلة مش في مكاننا من الحدوتة
مش جوة ولا برا
المشكلة فيا
وفيكي
وفيه
وفيه
المشكلة في ست الحسن... وعندك انتي الشاطر حسن
وعندي انت.. الشاطر قلبه
حبيبي
بادعيلك دوما
ادعيلي دوما

.............................





.......

الخميس، 11 فبراير 2010

الحدوتةُ كما انتهت

.




.


6

لقد عَرفتُكَ أكثرَ في غيابكَ ...
أراكَ بمشاعري وليس بعينيَّ
ربما صنعتُ ولداً لا يشبهُكَ وسميتُهُ أنتَ
ولكنَّكَ تطمئنُّ إلىَّ وتصدقُ وهمى المجنَّحِ عن مَعرِفَتِكَ

أنا لا أحاولُ معرفَتَكَ
أَجِدُ نفسي أقرأُ أفكَارَكَ
وأصدِّقُ أنَّها أفكارُكَ أنتَ وليست أفكاري عنكَ ...

كنتُ أقاومُكَ
تُطلُّ علىَّ من أغنيات الراديو .......
من عيون الأولادِ في الشارع
في حوارٍ أبعدُ ما يكون عنك
أجدُ اسمكَ يطفو فجأةً
أحدُهم يدَّعى معرفتَكَ والآخرُ يُسِرُّ لي أنَّهُ صديقٌ مقربٌ لكَ
ولا أعرفُ لماذا يحدثُ ذلك

هل تستطيعُ بنورتي استحضَاركَ بهذه القوة

الكروانُ يُغني في العاشرة مساءً فوق شجرةٍ أجلسُ تحتها بالصدفة
فأصرخُ
ماذا تريدُ منى؟

مالا يحدثُ بيننا يصرخُ بصوتٍ أعلى

هل تصدِّقُني إذا قلت ُ لكَ أنني نَسيتُ ماذا أريدُ منكَ
في أيَّامنا الأولى/ الأخيرة
كنتَ مفتاحي إلىَّ ...
المرآةُ التي عكست صخباً وحياة وروحاً تشتعلُ
على مسافةٍ قريبةٍ من جسدي
كنتُ أُغمضُ عينيَّ وأتأكدُ أنني أنثى
لأنَّ رجلاً استطاعَ أن يُؤثرَ بي

لكنَّك ذَهبتُ / لكنني ذهبتُ
حينما اكتشفتُ أنني أريدُ أكثر ...

أرغبُ في رؤيتها تشتعلُ بكاملِ نارها
هذه الأنثى الجديدة التي استيقظت ...
أرغبُ بالاتحاد بها حينما تستكين إلى دفئكَ ....
أرغبُ بــ.....
لكنّ امرأةً تلجمُنا جميعاً صرخت بنا ....
كفى
فلم يعد من الممكن أن تستمرَّ لعبتنا معاً

أنتَ أضأتَ امرأةً جميلة
مع ذلك لم ترغب بالبقاء معها

أتصورُ أنني أثَّرتُ بكَ.....ولا أعرفُ كيفَ
كنتُ أتصورني امرأةً دافئة
لكنني لم أستطع أن أذيب الثلج الذي يحضنُ قلبكَ
فشككت ُ بمعرفتي لنفسي



7

امرأةٌ لا تعرفُكَ تُرسِلُ لي أغنيَتَك
تقولُ في بساطةٍ
إنَّه يفكرُ بكِ

أتصوَّرُكَ الآن بين ذراعي امرأةٍ ما
نصفَ يقظٍ وتائهٍ
إن عينيك الجديدتين ضحلتان
لا شىءَ ينعكسُ بهما ....
قبِّلها إذن دونَ أن تنظرَ بعينيها
لأنَّها ستعرفُ

في السينما ضع يدك حول كتفها
وتذكَّر
إنَّها فقط واحدةٌ أخري

احتفظ بالدفء لامرأةٍ لم ترها
مع ذلك تصدِّقُ محبَّتَها
بإمكانِكَ أن تحفظَه داخل برطمان النعناع الوحيد
لا تنسَ أن ترتدي شَغفكَ
حينما تأتي

كلُّ هؤلاء النساء سيمرون
تماماً مثلما حدث من قبل

لا تكترث إذن لتلك المجنونة
التي تكتب مُطولاتٍ عنكَ
وتغمضُ عينيها لتستقرَ بين ذراعيك

لا تكترث
إنها واحدةٌ أخرى
ستمرُّ أيضاً



...



2009 / 2010










.....
.


الأربعاء، 10 فبراير 2010

الحدوتةُ كما حدثت

.

.


1


هل تكمُنُ مشكلتي في امتلاك خيالٍ واسعٍ
ام في أنني أقيِّد طاقةً مرعبةً لا أمنحُ نفسي فرصة اختبارها أبداً


صديقتي الأقرب وامرأةٌ حكيمة بداخلي
يتفقون على أن علاقتي به انتهت تماماً
يقلن لي : لا يهم إن كنتِ تحبينه أم لا
الأمرُ انتهي

لماذا يفجر بي هذا الرجل كلَّ هذه الكلمات
لا أستطيعُ التوقفَ عن كتابته
ما الذي جعله حيا ً ومحفوراً بي بهذه الطريقة المؤلمة
ماذا حدثَ لي معه ؟





2

صغيرٌ جداً ومغرور ....
خمسُ دقائق كانت كافيةً لأعرف
استقبلني بابتسامةٍ حيَّةٍ والحب يشتعل بعينيه لامرأةٍ تجلس جواري

وجهُهُ ينقسمُ إلى نصفين
النور والظلام معاً داخل ولد ممتلىءٍ بالطاقة التي لا اسم لها
كان مفتوناً بامرأته وشغفاً عميقاً يطلُّ من عينيه ويلَوِّنُ صوتَه

انفردتُ بنفسي في ركن بعيد أعاني من احتراقٍ حاد .....
الوحيد الذي أتى خلفي كان هذا الولد الصغير
كان يتكلم عن النساء اللائي يلهمن الطقس بالتحول
حينما كنت أفكر أن الهواء الصاخب في أغسطس
هو انعكاس بسيط لمشاعري التي تحرك الأشجار

قلتُ: أرغب بالرقص الآن ... في الشارع المظلم
لماذا لا يمتلك الرجال هذه الرغبات

قال: إنه أمر يخصُّ الطفولة
كلما كان الطفلُ بداخلنا حيَّاً كلما ظهرت رغباتنا بشكل أوضح
لم يتهمنى بالجنون ولم يعاملني بلامبالاة
وعرف أني أتكلم من نقطة عميقة بقلبي

رآني أنخرط في الحوار بمشاعر أقوى
فسألني: كم عمرك
وحينما أجبته لم يقل لي تبدين أصغر ...
فقط اندهش

وقال : ماذا تفعلين بنفسك




3


الولد الصغير قال : سأكون هناك غداً هل ستأتين
قلت لصديقتي : هو الذي طلبني أنا لا أختار رجالاً لا يصلحون لي
هو الذي بدأ الحكاية أنا بريئة منه ولم أخطط له

كنا نتكلم في أشياء كثيرة إلا عن أنفسنا
الطاقة في المسافة بيننا يمكن لمسها
ذهبت وانا أقول كلمني لنتقابل ....
لم اجرؤ على الاتصال به لأن جُهنمَ تختبىء خلف هذا الباب

جاء بصحبة امرأةٍ جديدة ...
تغازله في بساطة
الولد قرأني ولم يكترث
كان آمناً معي لأنني امرأة كبيرة

أدركت وقتها أن بإمكاني أن أحبه

حوارنا القصير والمبتور دائماً كان غريباً ... دافئاً ومثيراً وحيا
نتكلم عن الكتابة والفراغ والنجوم والسماء والبلاد البعيدة
ولا شىء عني .... لا شيء عنه
مع ذلك كنا قريبين جداً

هذه المرة ذهبَ ولم أرغب في رؤيته مرَّةً أخرى
لأن وَهَجاً من الضياع انعكس لي
من حفرةٍ عميقة ومشتعلة أرغب في السقوط بها





4

تأكدتُ أنَّهُ خطرٌ علىَّ
مع ذلك أرغب في معرفته أكثر
لأنَّ بإمكانه أن يخبرني من أنا حقاً
وكيف يمكن أن أكون سعيدة

قال: لا تحبيني ...
قلتُ: أنت صغيرٌ جداً ولن أسمح لنفسي بتجاهل المسافة بيننا

أحببتُه دون أن أعرفَ أنني أحبه....
أرغبُ في أن أعرف من أنا ... ولماذا يحركُني هذا الرجل بخفةٍ وجمال

لم أنخدع في خوفه من أن أحبه
لأن رجلاً يخاف على امرأة أن تحبه
هو رجل يخاف أن يقع في حب امرأة


لا أرغب بإيذاءه
لن يحبني حتى ولو أحببته




5

وجدته يقف هناك ...
عيناه ممتلئتان بشغف ومحبة وجرأة وخجل وحب
عيناه مشتعلتان
لم أستطع أن أحرك عينيَّ أبعد
لم يكن يصافحني كان يحضنني
صعبٌ أن أخطىء ذلك

بدأ يحكي لي عن الأشياء التي يتصور انني أرغبُ بمعرفتها
وأنا أتأمله وأتابع الشعور الكائن خلف كلماته
الشغفُ يتصاعد

ذهبنا إلي مكان التجمع الكبير ...
ترَكَني
كأنَّه لم يعرفني
كأننا لم نعزف معاً منذ دقائق
هجرني ببساطةٍ لأن امرأته هناك






....

2009



يُتبع ،









..........

الاثنين، 1 فبراير 2010

thirty three

.




.


ثلاثةٌ وثلاثون
مرُّوا من هنا
لازالت البالونات تطيرُ برأسي
والآيس كريم يُذَّوِبُ مُقَاومَتي
لازلتُ أصدقُ الحواديت البعيدة
وأنتظرُ نجمة الصباح

خريطتي القديمة تمزقت
أمشي بلا اتجاه
لستُ تائهةً لأن أوان التيه قد مرَّ
إنني هنا
فقط لأنني هنا

خارج النَّص لا يمكنني رسمَ الألم
ابتسامةُ رضا ما تظللُ سمائي
البنات الصغيراتُ يغمرنني بالمحبة فيطفئن الوجع ببطء


ثلاثةٌ وثلاثون
لم تحضن أرضي شجرةً حقيقيةً
مع ذلك بصبرٍ خرافي أعيد تقليب الأرض وأضع بذوراً جديدة
المطر لا يزال يبهجني
والسينما
وقهوتي الدافئة

لازالت الشمسُ تقبِّلُني والقمر يواصل بناء جسرٍ معي
أرنبُ القمر الفضى لازال ينتظرني

امرأةٌ في عمري
كان يجب أن تحصل على حضنٍ دافىءٍ من رجلٍ جميل
وقبلةٍ من أطفال كثيرين
مع ذلك أشعرُ بالرضا
ولا أعرف
من أين أجد كل هذا السلام

ثلاثةٌ وثلاثون
علَّموني اني امرأةٌ دؤوبة
علامتي الإخلاص
وباب افتتاني النور
إن لي طرقاً مسدودةً بالحجارة ونوافذ مغلقةً
مع ذلك أبوابٌ كثيرةٌ تنفتح بروحي
مفاتيح محبتي معجونةٌ بدقيقٍ نادر
مخبوزةٌ بالحنان والصدق
وملقاةٌ على الطريق
تحتاجُ عيوناً بريَّةً وحيَّةً كي تراها


إن حكايتي تنتهي هنا
لتبدأ امرأةٌ أخرى في إكمال النسيج
أُغمض عينىَّ
يد الشجرة المقابلة في يدي
ونخلتي القديمة تحضنني
آلاف النجوم تسقط علىَّ

أغمض عينىَّ وأسمح للموسيقى أن تأخذني إلى هناك
أرغب في الذهاب
الآن





.........
.



.