عزيزتي غادة
لا أعرف إن كنتِ تعرفين
أني أحببتُ فتاة بنفس الأسم في الكلية،
كانت وسيلة مبتكرة حقاً
لتعذيب نفسي وقتها.
ولا أعرف إن كنتِ
تعرفين أني لا أعرف ما هو الحب،
ليس المعرفة بالمعني
التوراتي، بمعني أختبار أو معايشه، بل بمعني التحديد النظري، أنا لا أستطيع أن
أحدد، ضمن أشياء عديدة في الحياة، معني أو تعريف واضح للحب.
كيف يمكن أن ينقلب شعور
جميل وغنائي كالحب إلي وسيلة تعذيب للذات مبتكرة؟
إلي حرمان ولوعة وغل؟
بل وأكثر، إلي وسيلة
نفّاذه لمعرفة –هذه المرة بالمعني التوراتي- المجتمع والدين؟
لكني أري أن هنا تكمن
عبقرية الحب ولا محدوديته، فإنه إذا كان معرّفاً ومقولباً فهو قابل للنفاذ،
للإستهلاك، لأن يصبح قديماً...لكن الحب دوماً هو شعور جديد وطازج.
دعيني أوضّح لكِ شيئاً:
ما أعرفه علي وجه اليقين بالنسبة للحب، هو أنه يظهر بجلاء عندما يعمل الواحد ضد
نفسه من أجله.
أي عندما يبدو ضمن
الحسابات المنطقية للإنتفاع أو الحفاظ علي الذات ضرباً من الخبل...
نعم أنا أحب أن أمزج
دوماً بين الحب والجنون –مصطلح آخر لا أعرف علي وجه التحديد معناه-
مثلاً عندكِ تلك التي
كان يضربها زوجها ويعاملها بقسوة ثم، بعد أن طلقها، أرسل لها محامي صديقه لكي يأخذ
حقوقها منها بالتحايل، وقع هذا المحامي في حبها وعرض عليها أن ينتقم من زوجها
بالقانون كما فعل زوجها معها عن طريقه، ما فعلته –أنظري لهذا- هي أنها نبهت طليقها
أن صديقه يخدعه في عملية انتهاك حقوقها..جنون مطبق؟ نعم.. لكنه أجلي ما يكون
بالنسبة لي لمعني الحب...
الحب خارج حسابات
الاستفادة أو التعويض.
خارج حسابات الذات كليةً.
الرضي بالخروج من
اللعبة خاسرة.
تعرفين قصة الملك
سليمان الشهيرة عندما جائته امرأتان بطفل رضيع وأشارت الاثنتان أن الرضيع ابنهما،
فما كان علي سليمان إلا أن قال أن الطفل سيقسّم جزئين علي الإمرأتين، هنا قالت أمه
الحقيقية –التي تحبه أكثر بطبيعه الحال- أنه ليس أبنها وأنها لا تريده.
ما بهرني دوماً في
القصة ليس ذكاء الملك سليمان بمقدار محبة تلك الأم لطفلها لدرجة أنها تتخلي عنه،
لدرجه أنها تتخلي طوعاً راضية عن أمومتها وحملها تسعة أشهر لا لشيء إلا حباً له.
هذه خسارة واضحة للذات.
لكنها أيضاً تحمل من الحب ما هو أكيد. بالطبع أجد في الحب ما هو منطقي وعقلاني،
بصفته علاقة بين أثنين أو أكثر أو أقل.
لكن أين يبدأ العقلاني
وأن ينتهي اللاعقلاني وأين يمتزجا؟ لا أعرف..
لا أعرف أشياء كثيرة عن
الحب بطبيعة الحال.
ربما تعتبري رسالتي تلك
مكتوبة بمناسبة اقتراب عيد الحب، أو ربما بمناسبة عيد مولدي السادس والعشرين الذي
مرَّ منذ أيام قليلة.
بقي أن أذكرك بمشهد ظل
محفوراً بذاكرتي، من الممكن أخذ هذا المشهد من كادر بعيد: شاعر وشاعرة يدخلان محطة
بنزين ليشترا "المارشميلو" لكى يسيحانه فيما بعد فيصبح سكّرى الغلاف
وذائب القلب مثلهما تماماً. ما أخبار المارشميلو يا عزيزتي؟
....
مينا
12/2/2013
..............
إلى مينا
هل نكون ضحية لأوهامنا الخاصة عن العالم؟
أكتشف الخدعة وأنا في
السادسة والثلاثين، بعد أن أنفقت الوقت في محاولة الوصول إلى هذا الحب الذي يحدث في
السينما وداخل الروايات ويحكي عنه الأصدقاء.
لم أتوقف لأسأل نفسي: هل يسعدني هذا الحب؟
لم أتوقف لأسأل نفسي: هل يسعدني هذا الحب؟
هل يناسبني أصلًا ؟
أختصر الحب في الفوران
الأول للمشاعر، والتعلق الطفولي بالآخرين عبر خيالٍ مصنوع من عدة تفاصيل لطيفة
تكتسب سحرًا خاصًا عند لضمها داخل خيط يسمى الشغف.
في الطريق أتعلَّم كيف أكوْنُ نفسي وكيف أتقبل محبة الآخرين دون ألم.
في الطريق أتعلَّم كيف أكوْنُ نفسي وكيف أتقبل محبة الآخرين دون ألم.
الخيالات العاطفية
منهكة يا مينا.
أن تحلم بحبيبك يمد كفًّا رحبًا ليطمئنك؛ فتصحو مبتسمًا لأنه زارك في النوم.
أن تحلم بحبيبك يمد كفًّا رحبًا ليطمئنك؛ فتصحو مبتسمًا لأنه زارك في النوم.
أو أن تنتظر اكتمال
شجرة الحب داخل قلب أحدهم، كي يأتي طالبًا محبتك واقترابك.
أو أن تُرَاكِمَ الغضبَ ضدَّ عواطف الآخرين التي تعكس محبة ليس لها أساس داخل قلوبهم.
أو أن تُرَاكِمَ الغضبَ ضدَّ عواطف الآخرين التي تعكس محبة ليس لها أساس داخل قلوبهم.
أو أن تدخل علاقة مع
شخصٍ تحبه ويحبك لتكتشف ضآلة المساحة التي تجمع بينكما
وصعوبة التفاهم.
كان يجب أن نتعلم شيئًا
عن تبادل الرعاية مع الآخر.
مثل أن الحب أن يذهب معي رجل إلى طبيب الأسنان، لأنني أخاف الذهاب بمفردي.
مثل أن الحب أن يذهب معي رجل إلى طبيب الأسنان، لأنني أخاف الذهاب بمفردي.
أو أن يسمعني أحدهم
للنهاية داخل نوبة غضبٍ عنيفة دون أن يخافني.
كلُّ هذه التفاصيل لا تتم
ترجمتها داخل خيالنا المبرمج على كلمات الغزل والمكالمات الطويلة والذهاب إلى
السينما.
الحياة مسمومةٌ هنا.
نقضي نصف أعمارنا في
التعلم، وحينما نريد أن نعيش ينتهي الوقت فجأة.
عمة صديقتي تحب زوجها
الذي يحبها جدًا
تقول لها أنَّ هذا
الرجل أهم من أبنائها جميعًا
لم أستمع في حياتي إلى
كلمة تعبر عن الحب أكثر من ذلك
جدتي أم أبي كانت
متيمةً به، وكان ابنها الأكبر الذي لا تقبل مشاركته مع امرأةٍ أخرى،
كانت تبالغ في إزعاج
أمي دائمًا، مع ذلك أمي كانت تحبها؛ لأن أبي قال لها ذات مرةً:" أن تحبيني يعني
أن تحبي أمي أيضًا"
يبدو هذا شاعريًّا جدًا،
يبدو هذا شاعريًّا جدًا،
وأكثر صعوبة من عشاء
رومانسي تحت ضوء الشموع.
أريد ابتساماتٍ صباحية، ورقة في التعامل وتواصل دائم.
ويبدو هذا أصعب من
الحصول على ميعادٍ عاطفي مع داستن هوفمان.
لا يمكنني إيجاد هذه
الأشياء البسيطة،
أو ربما أجدها وأقاومها،
أقاومها لأنني أخاف
مغادرة وحدتي التي تعودت عليها،
أخاف أن أذهب إلى حياة
أخرى لا تقع بالكامل تحت سيطرتي،
أخاف من الهدايا
الدافئة المفاجئة،
ومن الاهتمام المتدفق.
أتشبث بأوهام أخترعها
كل يوم كي لا أتحرك باتجاه أحلامي.
لكنَّ العالم لازال
يفيض بالسحر،
ويمدنا بجمال يشبه
المارشميللو الذي يتدفق مثل بهجة الأطفال.
....
غادة
غادة
16/2/2013
painted by: benedetta-borrometi
......
7 التعليقات:
عشت سنيناً بمفهوم مينا للحب اسميه الان وهماً، لان تلك المقامرات للقلب لا تتركك الا وقد اصبحت شبحاً انسانياً يمضغ المرارة من طول الخذلان، وضاع مني وقتاًطويلاً ليتغير مفهوم الحب عندي ليصبح تلك الرقة والمشاركة التي تحدثتي عنها
وبينهما ظلت ندبات القلب حاضرة بقوة
تدوينة صادقة دمتا مبدعين
تعليق ! ..إزاى الواحد يعلق بعد الكلام ده ! أشكركما ..على الأرض مايستحق الحياة
أنا حبيت مينا هنا قوووي جدًا خالص يعني
وفكرني إني تقريبًا ماخلصتش ديوانه وإن دي غلطة فظيعة عليَّ إصلاحها ..
. . . .
أما أنتِ يا غادة .. فكل ما تكتبينه جميل :)
..
عاوز أدور ع الناس بمقولة زي دي:
أختصر الحب في الفوران الأول للمشاعر، والتعلق الطفولي بالآخرين عبر خيالٍ مصنوع من عدة تفاصيل لطيفة تكتسب سحرًا خاصًا عند لضمها داخل خيط يسمى الشغف.
في الطريق أتعلَّم كيف أكوْنُ نفسي وكيف أتقبل محبة الآخرين دون ألم.
الخيالات العاطفية منهكة يا مينا.
أن تحلم بحبيبك يمد كفًّا رحبًا ليطمئنك؛ فتصحو مبتسمًا لأنه زارك في النوم. أو أن تنتظر اكتمال شجرة الحب داخل قلب أحدهم، كي يأتي طالبًا محبتك واقترابك.
أو أن تُرَاكِمَ الغضبَ ضدَّ عواطف الآخرين التي تعكس محبة ليس لها أساس داخل قلوبهم. أو أن تدخل علاقة مع شخصٍ تحبه ويحبك لتكتشف ضآلة المساحة التي تجمع بينكما وصعوبة التفاهم.
ما بهرني دوماً في القصة ليس ذكاء الملك سليمان بمقدار محبة تلك الأم لطفلها لدرجة أنها تتخلي عنه، لدرجه أنها تتخلي طوعاً راضية عن أمومتها وحملها تسعة أشهر لا لشيء إلا حباً له. هذه خسارة واضحة للذات. لكنها أيضاً تحمل من الحب ما هو أكيد. بالطبع أجد في الحب ما هو منطقي وعقلاني، بصفته علاقة بين أثنين أو أكثر أو أقل. لكن أين يبدأ العقلاني وأن ينتهي اللاعقلاني وأين يمتزجا؟ لا أعرف.. لا أعرف أشياء كثيرة عن الحب بطبيعة الحال.
اللللللللللله
أيه الجمال ده بس يا ناس! :)
بنت علي
يسلم لي وجودك الجميل دايمًا
.....
هبة بسيوني
تسلمي
وأتمنى تمري تاني من هنا
........
إبراهيم
تسلم يا جميل
:))))
........
باشا
شكرًا جدًا
......
شيرين
يسلم وجودك الدافي دايمًا
....
كريم علي
شكرًا جدًا لدعمك واهتمامك
وتعالى كتيير
.....
ازاي بتقدري تكتبي المشاعر الدقيقة دي ياغادة .. انا باحسدك
إرسال تعليق