السبت، 22 فبراير 2014

حديقة نون

.



منذ أن بدأت الكتابة في المدونة وأنا أفرح كلما كتَبتْ أمنا الغولة، أحب نصوصها التي لا تحتوي على أي شيء سوى رغبتها في التواصل والكلام مع الجميع.
في أحد الأيام التي أجلس فيها على الفيس بوك أفكر أنني أحتاج إلى عمل آخر كي تتحسن حياتي، وجدت صديقة قديمة تخبرني أنها رشحتني للكتابة في نون.
كانت صديقة قريبة جدًا ولأسباب لا أحد يقصدها أصبحنا على مسافة لا تسمح لنا بأكثر من التعليقات المقتضبة على الفيس بوك.

المجلة ترحب بالكتابة بالعامية والفصحى معًا. أمنا الغولة تستحق أن تتنفس خارج هذه المدونة وأنا أجرب نفسي في مناطق مختلفة من الكتابة.
  المقال الأول كان عن مسلسل ذات وفوجئت أنه قُرأ جيدًا، وترك اثرًا طيبًا لدى اصدقائي، ثم بدأت المقالات تتوالى.


في المرة الأولى التي قابلت فيها صديقتي بعد ذلك كنت أشعر أنني أعيد التعرف عليها مرة أخرى، أما هي فكانت تكمل كل ما تم قطعه منذ سنوات على طاولة مشمسة في نقابة التشكيليين.
جاءتني آية بصحبة ساندرا، امرأة جميلة يكفي أن تتكلم معها عشر دقائق فقط كي تشعر بالألفة، ساندرا تقرأ المدونة بانتظام مما يمنحني سببًا آخر لمحبتها، فيما بعد لن أحتاج إلى أسباب كي تصبح ساندرا صديقتي.
 نون تمتليء بكتابات أصدقائي وكأنها المكان الذي نجتمع فيه معًا؛ كي نحكي ونطمئن.


في المقابلة الجماعية الأولى في نون كنا نتسابق كي نحكي عن حياتنا، مع أننا نناقش خطة الكتابة الشهرية فقط ، لكن الأمر متشابك جدًا ولا يمكن فصله. نون تجعلني أفكر في الكتابة لها وأنا أشاهد الفيلم الملهم بالصدفة في التليفزيون، وتحضر في ذهني الآن وأنا ذاهبة إلى عرض حكي في الأوبرا.

كتبتُ بها حين تعرضت لمحاولة للنصب وكتبت بها وأنا أتشاجر مع ذاتي عن الوحدة والونس وكتبت عن النور الذي غمرني داخل الظلام.
مع الوقت أصبحت نون هي المبرر المنطقي لأشياء كثيرة أعيشها ولا أفهمها لكنني أحاول مشاركتها مع الآخرين هناك في نون .






....

السبت، 8 فبراير 2014

قد يحدث غدًا



.

تان تان يظهر في قهوتي اليوم، أصبُّه بعد أن أتأكد أنه بعين واحدة وفم مفتوح.
على الناحية الأخرى كانت فيروز تغني فوق جبل الزمالك، المسافة بين فيروز التي تغني داخلي وبين هذه العجوز التي ترتجف في البرد تجبرني على المغادرة.

في نهاية الحفلة أجده، يخبرني أن الكتب معه، وأننا يجب أن نذهب لاستعادتها.
السلالم المعدنية معلقة في الهواء وعاليه، يتبعنا مجند يظننا حبيبين، وأنا أتألم لأننا لسنا كذلك، أطلب من المجند أن يظل معنا، بينما أحاول اللحاق بحبيبي الذي يجري.

بعد اجتياز السلم المخيف أنتظر داخل قاعة مكتظة بالناس، بإمكاني أن ألحق به، لكنني لا أثق أنه سيعود إليَّ مرة أخرى.
أنتظر وأفكر في العودة إلى البيت مع خذلان مكتمل، لكنه يأتي ليصطحبني إلى الخارج.
أتحرك مثل من تناول للتو حقنة مخدرة، أكاد أسقط من رغبتي في النوم، لكنه يتمشى معي في الشوارع التي لا تشبه ما أعرفه عنها.


يضع يدًا على كتفي وأنا لا أصدق ما يحدث، أنتبه إلى أنني أشعر بالأمان، وشعور آخر يتدفق بقوة يشبه البراح الذي أعرفه بالخيال فقط، أحاول رفع أقدامي عن الأرض، أنجح في البقاء تحت ذراعه وراحته تمسك كتفي بحب.
 محاولة الطيران نجحت أخيرًا. الوقت تأخر، أفكر بالعودة إلى المنزل ، أكاد أسقط في النوم.

يحكي لي عني وأنا أندهش ولا أصدق ما يحدث، يده لا تستمر طويلًا فوق كتفي، تعود إلى جواره بسرعه، لكن كفًا وذراعًا قويًة يلتفان حول خصري، أشعر بقوة ذراع تصيبني بألم ما ، هذا الضغط لا يشبه فكرتي عن اثنين متخاصرين في الطريق، بل يشبه احتضان كامل، أو رغبة معلنة.


يدعوني إلى الذهاب معه إلى مطعم ما، وحين أسأله هل يشعر بالجوع ينفي الأمر تمامًا،
يريد أن يذهب لأجلي، أقترح الذهاب إلى محل الآيس كريم ، يوافق،أخبره أنني أحلم به كثيرًا؛ فيتفككُّ كل شيء وأطفو فجأة.


.....




اللوحة للفنان ديجا



...

الخميس، 6 فبراير 2014

تقاطع مع Adaptation





1
لم أكن انتظر أن يأتي الحب من هذا الاتجاه، لم اقابله من قبل ودون أن يقصد وضع قليلًا من الدفء ؛ كي تشربه امرأة يراها للمرة الأولى. أخبرني أن حبيبته السابقة أحبت كل الرجال الذين حكي عنهم، أحبت كل أصدقائه تقريبًا، ولا يعرف لماذا لم تحبه هو إذا كانت تثق بقدرته على فهم الآخرين. 

رغبتها في محبته لم تُصبه، كان مغلقًا وصلبًا، لم تجد المحبة ثنية واحدة كي تتشبث بها، فانزلقت كلها إلى الأرض، بالصدفة كان الآخر هناك مثل إسفنجة عطشى ينتظر.
سيكتب أحدهم أنها تحب المغامرات السريعة، ويخبرأمه أنه يحبها، ولا يستطيع أن ينسى محبة أصدقائه لها.

لم تكن سعيدة وهي تطارد الشغف في كل الأماكن، وأخبرتها صديقتها الأقرب أنها لا تريد الخروج من دائرته؛ لذلك توطد علاقتها بأصدقائه. الحب لم يكن حاضرًا أبدًا، تحاول أن تنتصر لقوتها، الانتقام الخفيف الخفي يُشعرها بالنشوة، لكنَّ الرجل يداوي الوجع بالحكي، أقسم ان يحكي عنها لكل من يعرفهم؛ كي لا تواصل النمو داخل ذاكرته مثل نبات متوحش.



2
مع أنني أجلس امام التليفزيون، وأحاول إكمال فستان أحتفظ به داخل خيالي، إلا أن نيكولاس كيدج قام بالتقاط خيط قديم من رأسي، جلس أمامي على كرسي السفرة، ثم ابتسم: "لا يمكنك تكرار هذا المشهد مع حبيبك، الحديقة الغارقة في احمرار الشمس، وهذا الوهج الذي انعكس علينا لا يمكن تكراره، ثم إنها تحبني فعلًا، وربما تركت حبيبها لأجل أن تظل معي، كيف ستقولين لرجل تحبينه "أحبك" دون أن تتوقعي أنه سيعتذر ويمشي".



3
دروس الكتابة أنقذت حكايته، لم يخبره الأستاذ كيف يكتب، فقط  كسَّرعزلته، ومنحه مرآة صغيرة يعكس بها الشمس، ويحركها باتجاه حياته.
كنت في العربة ذاتها يا نيكولاس، وكان رجلًا ما يدَّعي صداقتي، كل الذين أحببتهم تقريبًا، أخبروني أن عملًا منهكًا ينتظرهم .
وكل الذين أحببتهم تركتهم في الشارع غارقين في دهشتهم، وذهبت إلى خذلاني الخاص.



4

لا أحتاج إلى مطاردة الأزهار كي أخترع الشغف، أنا أتحول إلى مغناطيس عملاق وتأتي إليَّ الطرائد.



.....

Adaptation movie


....