الاثنين، 15 يونيو 2015

إلى محمد




كُتبت هذه الرسالة ردًا على رسالة محمد التي اخترتُ عدم نشرها


......





أريد أن أنسخ رسالتك بأقلام ملونة على كراسة رسم، ثم آخدها إلى قلبي وألتقط صورة معها، كل هذه السنوات لم تكن خيالًا خالصًا في محبة الوهم. كلماتك تأتي بعد أن داويتُ روحي منك، قلتُ لها: "كان سيعذبك فأنقذكِ الله، جماله يغيض مع الأيام، توقفي عن دق الحائط، لا باب هنا ولم يكن أبدًا".
الحب يملأ رسالتك مع أنك ستستيقظ كرجل آخر، ستخبرني أنك مريض بالهلوسة، وأنني لم أمر ببالك ولو لمرة واحدة. الرجل الذي كتب الرسالة الآن لا يملك بوصلة حياتِك، غدًا ستنكرني يا حبيبي، ستقول كنت سكرانًا يا صديقتي، وسيتردد صدى صديقتي مصحوبًا برغبة في الصراخ.

لم أكن أنتظرك، كنت أنتظرحبيبًا بإمكانه أن يشفي روحي منك، أنت أنت ..... أنت.
أريد أن أنتهي من محبتك التي تنمو دون أن أرعاها، ودون أن يمسها مطر، شجرتك ورافة وأرضي خاوية على عروشها.
كيف استطعت أن تطبع كفك بكل هذه القوة.


كنت أفكر في الانتحار، أن أكون معك يساوي أن أنتحر.
تمنيت من الله أن يجمعك بامرأة تسعدك، ولما ذهبت بعيدًا ابتسمتُ للسماء، وفجرتُ روحي داخل الكتابة.
في المستقبل ستحب امرأة جديدة، وتنتحي بي جانبًا لتقول: "أحببتها منذ النظرة الأولى، الشغف بيننا يربك روحي"، ستقول ذلك دون أن تلتفت للشروخ التي نبتت وأنا أخترع عذرًا جديدًا كي أختفي.
أنا هذه المرأة التي تعذب نفسها بكَ، وبدلًا من أن تغلّق الأبواب أمامك، تعود إليك بفرحة كلما أردت قطف وجنتيها، أو مشاهدة عينين تفيضان لك وحدك.

خطابات كثيرة تكاثرت في غيابك، ومحبون جدد، روحي برئت منهم جميعًا إلاك.
أنا لا أعرف يا حبيبي من أين ينبع أثرك عليَّ.
أخشى أن أعترف بسطوة جمالك، هل يمكن لامرأة أن تعترف أنها تحب شخصًا لجماله، للطريقة التي نحت الله بها ملامحه وليده.
يدك وحدها بإمكانها خلق أصابعي.

لا أريد هذا الحب الذي يُضعفني، أنت تتلاعب بي، تريد محبتي بالكامل دون أن تبادلني محبة بأخرى.
كيف صنعك الله يا محمد، من أي مادة تم صك قلبك؟


بالأمس صارت السماء كلها خضراء لأجلك كي لا تشعر بالوحدة، الطبيب طلب مني أن أسجل خطواتك بالفيديو، وأن أغني لك بلغات جديدة.
الغناء القديم لم يجعلك تقترب خطوة واحدة.
أغني على أمل الذوبان داخل اشتياق لا يَشبع.
لا أصدق أن بإمكاني الاستيقاظ أمام ذاكرة متخمة بك مرة أخرى. لا أريد التخلص من أفكاري عنك، أريد الاحتفاظ بها طازجة لأطول وقت ممكن، أنتظر صباحًا آخر مغمورًا بمحبتك، سيأتي.

أنا قوية يا حبيبي وإلا كيف كنت سأُخضع ضعفًا جارفًا كهذا، كيف كنتُ سأمتلك الجرأة لأرفض أي شيء منك أقل من الحب، أقل من النسيج أيها الولد الذي ترك ذاكرته داخل بيت لا يسكنه أحد.
التراب يتراكم على صورنا، الصور التي لم نلتقطها أبدًا وظلت تحاول أن تولد دون فائدة.
الوهم يعيد جدل نفسه، مشنقة حبك ناعمة وأنا لن أموت بك مرة أخرى.
لماذا لم تسمح لي باختبارهذا الخيال، ربما لم يكن ليصمد أكثر من إسبوعين، كان اقترابنا سيقشر لون طلائك لأرى لُب قلبك. كنت سأتركك بعد القبلة الأولى غالبًا، خيالي عنك يسعدني أكثر منك.


اليوم كنت أحلم بك تتشبث بي وتقبِّل ذراعي في رقة، أصحو مفعمة بك ... صرت لا أرغب في اليقظة يا محمد. صديقتي تخبرنني عن طاقة كهرومغناطيسية تتحرك في المسافة بيننا، وأنا أعرف كل ذلك من ابتسامتك وصمتك الطويل قبل أن تمد يدَك لمصافحة عَجْلى.
لماذا تبتعد وتقترب، كل هذه الكهرباء توشك على إتلافي، أنا مهددة بك، عطشي يكتمل وأنت تقترب وتبتعد دون ارتواء.
اذهب بعيدًا يا محمد، أو تعال إليَّ وكن معي، لا تنس أنك كنت نمرًا في أحد الأيام، واملك زمام حياتك مثل أسد تكونه الآن. أحبني كما أنت وطر معي ... طر معي أيها الطائر الذي لا يرغب في الطيران.


أمي تملك خيالًا يمكنه نسج آلاف الإجابات. تعلمتُ منها خبز الصور وتنقيحها وعرضها داخل فتارين الكتابة. سأخبز إجابة عن محبة تخفيها ، وأثرًا لي في نفسك ليس بإمكانك محوه أبدًا. سأصنع هذه الإجابة كي أخبر صديقتي أنني لست طرفًا وحيدًا في محبة تتكاثر، ولأربت على قلبي.
أريد هذه الإجابة لأن الإجابة الأخرى تُدميني.
وحدتك تشبه وحمة مطبوعة لا يمكن لأحد أن يخدشها، ولا حتى انا.
أنا التي مررتُ ببالك داخل وجع عظيم، وتكفل الشغف بكتابة الرسالة.
الذكريات تتمدد وتنسج لي أجمل رسالة تلقيتها في حياتي.
تريدُ أن تشرب من نهر قديم ورائق.
آه
أمي علمتني أن اختار إجابة تؤذيني؛ لأن الإجابات المبهجة لا تحدث لي.
أنت أجمل إجابة لسؤال يتكرر.
أنت تملأ عينيَّ يا حبيبي، متى سينتهي كارت الشحن الذي منحتني إياه في المرة الأولى، هذا الحب يحتاج أن يموت لا أن يتظاهر بالموت.


الرسالة لا ترغب في الاكتمال، كلما أردتُ أن أرسلها إليك تزجرني وتخبرني أن سطرين زائدين سيقومان بخلق معنى آخر، العفريت الذي ينام أسفل سريري يخبرني أن الكلمات تنتقل إليك بمجرد كتابتها؛ لأنك زرعت كاميرا صغيرة بين أصابعي. ومن دون عفريت أعرف أن فخ الكلمات لا يناسبك.
يجيء بك طُعم النعناع الجاف الساكن في برطمان الشكولاتة.
لا أحتاج إلى اصطيادك
أنت تأتي بإرادتك الحرة إلى أحلامي
وتطلب مني أن أواصل الكتابة فقط.


الشوق يهبط الجبل بوجع مر، لماذا رفعتني مع الهواء إذن ؟
يدي تلمع بجوار يدك المنحوتة من خشب ذو رائحة حارة، يدي كتلة الأسمنت الجافة تتقشر.. تمتليء باللون وتصبح فائقة الحساسية تجاه ملامسة خفيفة ليدك.
لقد شربتُ ماء العمل، سحَرَت لي امرأة لا تحبني، فأصبحت أكره جسدي واحمله مثل صخرة ، أنت السمكة التي تُبطل العمل. أحتاج إلى البقاء جوارك كي يعود جسدي ساحة للبهجة وأرجوحة ناعمة تهتز. أنت سمكة متوحشة تريد أن تكسر الحائط، مع أنني قلت لك من قبل أنك مغمور بالماء، مع ذلك كل ما تراه عينك التائهة هو الجدران.

لا أستطيع مقاومة جوعي الذي تظهر له مشويًا ومقدمًا على طبقٍ يلمع، حتى لو ظل جسدي حجرًا للأبد، على الأقل سأعتاد هيئتي ولن أتبدل ابدًا.
لا لن آكلك بل سأفرغ عالمك من المياه، سأذهب بعيدًا جدًا كي تفقد القدرة على التنفس.
أنتَ كلبٌ يا حبيبي.. هل أخبرتك بذلك من قبل، لن تسعدني أيها الكلب الخائف، ليس بإمكانك أن ترتدي بدلة سوداء وربطة عنق وردية لالتقاط صورة تذكارية لنا معًا. أنت كلب وكل ما يمكنك فعله هو التمسح بي والجري ورائي ونطق اسمي عبر نباح طويل ومستمر.


........
يونيو 2015











.............
لمزيد من المعلومات يرجى الذهاب إلى لجين
وماسنجر







اللوحة المرفقة من رسوماتي