الثلاثاء، 30 مارس 2010

حلم

.
إهداء إلى أمير زكي
.

.



.


.

بدا الصباحُ مُبهراً جدا ًمثل صباحات دالي الغريبة
كنت أقف فوق تلة عالية
السماء قريبة ومتسعة
وكان حبيبي يقف هناك بجوار فوَّهة المدفع
المدفع كان يطلق لعباً باتجاهي كلَّ مهمتها أن تنفجر بي
لا أتذكر سوى الحصان البلاستيكي الذي انفجر بالقرب مني
كنتُ أتفادي اللعب المتفجرة وأنا أقفز إلى الناحية الأخرى
وأفكر لماذا لا يحاول حبيبي إنقاذي أو مساعدتي
ثلاثة مرات أو أكثر – لا أذكر جيداً – تفاديت كل اللعب المتفجرة
ووقفت أصيحُ
يا حبيبي إنه أجملُ صباحٍ رأيته بحياتي
فأتي إلىَّ وحينما اقترب
كان وجهه عبارة عن قناعٍ بلاستيكي مبتسم ( v for vendetta )
وبيده مقص كبير
حاول أن يقصَّ به أصابعي
لم يقطعها ولكنه أدماني

ثم انتهى الحلم

أستيقظ وأنا أفكر بهذه اللوحة التي كنتُ أقف بداخلها
وبالمدفع الضخم الذي يشبه مدفع الإفطار
أو ذلك المدفع الذي رأيته في البانوراما منذ زمنٍ بعيد

أفكرُ بنفسي
لماذا أرغب بمشاركة صباحٍ جميل مع رجلٍ لم يهتم بإنقاذي
ولم يحاول مساعدتي
لماذا يخذلني حبيبي مرةً بعد أخرى
ولماذا لا أتعلَّم من هذا الخذلان أن أذهب بعيداً وحدى
لديهم القدرة دائماً على إدهاشي
يأتي الألم من مكانٍ ما لا أتوقعه دائماً

لماذا تنفجر اللعب / الهدايا بوجهي
وهل كان حبيبي هو اللعبة الأخيرة التي تعرف كيف تصيبني حقاً
ولماذا أراد أن يقصَّ إرادتي / أصابعي
لماذا يرتدي قناع ابتسامةٍ لا تخصُّه
ولماذا كان معي هناك

هل يخذلني الرجال دائماً
أخشى أن تمر الإجابة بإخوتي وأساتذتي وأبي
أخشى أن أقول نعم دون أن أتجنى على الواقع
لماذا لا يساندنى الجزء الحامي بداخلي
لماذا علىَّ دائماً أن أحارب وحدى

أستطيعُ أن أحارب وحدي
وليس بإمكاني أن أفرح وحدي






....


.


.

الأربعاء، 17 مارس 2010

أنا كسبت يا جدعاااان

.

.






.
.


وحشتني المدونة أوي
والمفروض أكتب نص فرحان ومزأطط
كسبت أول جايزة ف حياتي – احتمال تكون الأخيرة بردو محدش عارف –

الملتقى العربي لقصيدة النثر
كان عامل مسابقة للدواوين اللي صدرت 2009 / 2008
وانا اشتركت وفوزت أنا و3 تانين من زمايلي
وآه كانت مفاجأة جامدة
وانبسطت ان وديع سعادة بنفسه سلمني درع الملتقى
واديته نسخة من الديوان "تقفز من سحابةٍ لأخرى"

المفروض أكتب عن الباب اللي بيتفتح جوة فجأة
فتبقى فرحان ومتلخبط وخايف وتايه في نفس الوقت

واكتب عن الحضن الكبير
اللي ادتهوني "هبة اسماعيل" صاحبتي الجديدة
اللي جت حفل الختام بالصدفة وفرقت معايا أوي
لأنها كانت اختصار لكل الناس اللي كنت عايزاهم يبقوا معايا
احتفلت أنا وهبة مع الزبادي بالتوت احتفال رااائع

المفروض أكتب انه الفوز ده علامة علشان أكمل في السكة دي
وطبطبة جامدة أوي جاية ف وقتها جداً

وانا كل اللي عايزة أكتبه إني مبعرفش أفرح
لأنه مفيش راجل ممكن أجري عليه وأترمي ف حضنه وأصرخ
كسبت يا بابااااا كسبت

ممكن أقف هنا ؟
خلاص التدوينة دي خلصت

أصلي بقاوم بقالي يومين
ومش عايزة أكتب اللي هكتبه دلوقتي

فاكرين الأفلام اللي فيها حدوتة صعبة
بتنتهي بفريق بيفوز بعد صعوبات شديدة
أو بممثلة بتاخد الأوسكار فى آخر مشهد
أو طفل بيحقق رقم جديد في الأولمبياد

فاكرين إحساسكم ساعتها
أنا بحس بانتصار قوى وبفرح وبدموع كتيرة
وبفكر أنا ليه مبعملش كدة أبداً

بس أنا فزت
صحيح مش زي الأفلام بحاجة كبيرة
لكن حصل
بس اللي محصلشي
هي انه مشاعري مكنتش شبه الفيلم خالص

قلبي كان مفتوح ع الآخر
وشفت كل الحاجات في كام لقطة كدة
كل الألوان مع بعض
الفرح مع الوجع مع الخوف مع الدهشة
كله مع بعضه
بس المُحصلة النهائية كانت دموع
بس مش زي بتاعة الفيلم
كانت دموع محبوسة بقالها زمن طوييييل

"محمد رضا فريد" أستاذ العربي اللي كان بيديني ف ثانوي
كان هيفرح بيا أوي
الله يرحمه .... كان نفسي أشكره واحضنه جاااامد

أنا نكدية شوية عادي يعني
اتعودت على نفسي
وابتديت أتأكد إن الأفلام اللي بصدقها أوي دي
هي اللي بوظت دماغي
لأني بقارن دايماً تأثير الواقع بتأثير السينما
فبتطلع السينما أجمل
وافضل اتخانق مع الواقع وازعل منه

أختي قالتلي في السينما بيختصروا حياة كاملة ف ساعتين
فطبيعي المشاعر هتبقى مركزة أوي
وكل حاجة هيبقى ليها طعم تاني
هوه ده الفن أصلاً
يعني انتي مثلاً بتكتبي عن الحب
اللي يقرا ده يقول حبِّيبة بقى وعايشة
بس الواقع إيه

الواقع إيه
الواقع إني كنت فرحانة ومتلخبطة
وماشية في الشارع الضلمة اللي في الزمالك
بقول هيييه ...هيييييه




.....


.


.

السبت، 6 مارس 2010

لصوصٌ طيبون

.




.

1

لا شىءَ يُمكنُ أن يكونَ فعَّالاً
أكثرَ من حضنٍ دافىءٍ لامرأةٍ غاضِبةٍ
لا أحتاجُ إلا لحضنٍ دافىءٍ وطويل كي أشبَعَ
أختي تقولُ أنَّ كثيرين أحبُّوني
وأنا أصرُّ أنَّها المرَّةُ الأولى

أقفُ تحتَ مطرٍ خفيفٍ
عَطشَى
من نافذةٍ قريبة تتراقصُ نيرانٌ
بيتٌ مفتوحٌ لي
وليس بإمكاني أن أذهب

البيتُ لا يخصُّني والأمطارُ مجردُ خِدعَةٍ سينمائية

أمشى ببطءٍ باتجَاه الفراغِ
الظلامُ يتكاثرُ
سأغلقُ عينىَّ وأفتحهُما
لتشرقَ شمسٌ حقيقية



2

إيجادُ رجلٍ للهرب من آخر هو مأساةٌ ساخرة
لا أستطيعُ رؤية آخرين إن كان رجلٌ بقلبي

للمرَّة الأولي بحياتي أجدُني داخل لعبةٍ ممتعةٍ وخطيرة
كلَّما تقدمتُ خطوةً تورطتُ أكثر
قلبي لا يحتملُ الألمَ
مع ذلك بتهورٍ وجموح أقفزُ فوق مربعٍ يهتزُ
كي أتذوقَ أشياءً لا أعرفُها

إنَّ قطع الاتصال برجلٍ ما
لا يعني عدم التورط في محبته أكثر
كل ما يفعله هو تأبيدُ المشاعر عند نقطةٍ ساخنة وحيَّة

لإنهاءِ العلاقةِ عَليَّ إكمالها للنهاية
ولكنني لا أعرفُ النهاية
سيرغبُ برؤيتي غداً
بعدها سيتصلُ ليعتذرَ
سأنتظرُ إسبوعاً آخرَ لأقابلَهُ
يصدمُني ثم يُبهجُني
مشاعري يَتمُّ تقليبُها
مثل أرضٍ تستعدُ للزراعة



3

أنا غيرُ مُطابقةٍ للمواصفات
حتى الولد الذي يدَّعي محبتي لا أنتمي لشروطِهِ
- ربَّما لهذا ينجذبُ لي -

هل يكتبُ ولدٌ في كرَّاستِه
"أرغبُ في مشاركة حياتي مع امرأةٍ حيَّة
أرغبُ بامرأةٍ تفكرُ معى وتفرحُ معي وتتألمُ معي
أرغبُ في رعاية امرأةٍ دافئةٍ ترعاني بحب "

كلُّ من أعرفهم يكتبون
"نُريدُ زوجةًً هادئةً ومطيعةً
جميلةٌ ومثاليةٌ وطيبة
فقط"

أنا خارجُ الشروط لذلك أُسرِفُ في الخيال
وأتورطُ بحواديتَ منتهيةِ الصلاحية



4

يقولون
توقفي هنا
أنتِ تضعين قدمك بمياهٍ راكدةٍ
لن يمكنكِ الشرب منها أبداً
أنظر بسخرية للعالمِ

أقولُ
أعرفُ ولا أهتمُ




5

المتابعون لقصَّةِ حياتي
سيرغبون بمعرفة الأسماء الحقيقية والأحداث الكاملة
سيصابون بإحباطٍ قاتل إذا عرفوا الحقيقة
سيصرخون
كنَّا نرغبُ بقليلٍ من الإثارة
إنَّ حياتَك مملةٌ أكثرُ مما ينبغي

أيها اللصوص الطيبين
لم أكن أتصورُ أنني مهمةٌ لأحد

هل أنا مهمَّةٌ؟
إنَّها الحكاياتُ
أنتم تتسلونَ بي

لا تكترثوا
إنَّ حكاياتي أهمُّ منِّى

سأروي لكم عن الولد الذي لم يتورط معي
فقط يرغبُ باللَّعب لأنَّ حياتَه مملةٌ
وأنا مناسبةٌ للمغامرات الصغيرة
لن أتمكنَ من دخولِ قلبه ... واضحةٌ وساذجة
لا أحد يخافُني
سأبدو طفولية جداً وأنا أصرخ في التليفون
لا أريد أحداً
ابتعدوا جميعاً
لقد تعبتُ
تعبت




6

برعبٍ أدركُ حقيقةَ ما يحدث
إننا لا ننهي علاقتنا معاً
إننا ننتقلُ إلى دائرةٍ أضيق
هو سيفكرُ بجديَّة أكثرَ
لن أقاومَ دخولَهُ إلى قلبي
ولن ننتهي معاً

لم أكتفِ من كل العذابات التي مرَّت بي
أحتاجُ علاقةً فاشلةً أُخرى كي أتعلم شيئاً لا أدركه
ربما ستتركني هذه التجربة منهارةٌ من المقاومة العنيفة

أنتَ تُنهكني ...
تُقدِّمُني على طبقٍ ذهبىٍّ ملتهبةً بمحبتِكَ
إلى آخرٍ
سأُسقِطُ مشاعري عليه



آهٍ
ياربُّ
نَجِنِي من نفسي
ومن نفسي
.....
ومن نفسي

آمين












...........

.