الثلاثاء، 29 مايو 2012

من ( فلانة) إلى (أي حد والسلام)

.








.

أكتبُ إليكَ كمحاولةٍ أخيرة للتخلص من الصداع النصفيّ
هذا الصداع الذي ربما سينقلب بعد دقائق إلى تقيؤ مستمر لا ينتهي إلا بحقنة المُسكِّن.
لا أرغب في أن أفعل ذلك بنفسي الآن
أنا كبيرةٌ بما يكفي كي لا أقع في هذا الفخ
سأكتبُ لكَ كي أداوي ذاتي منكَ

إلى الآن أنتَ لستَ حقيقيًّا
أنتَ خيالاً يسكنُ ذاكرتي لذلك لا يمكنني التخلص منكَ
لايمكنُ قتلك أو تركك وحيداً فوق سريرٍ غريب، لا أستطيعُ التخلص منك إلا إذا كنت حقيقيًّا.
نسبة الحقيقة في علاقتنا مخجلة لا تتعدَّى المرتين ...
كل الوقت الذي قضيناه معًا لا يتجاوز العشر ساعات بأي حالٍ من الأحوال،

وهذا لا يعطيك الحق لتعبث برأسي هكذا ... الصداع النصفي يتحكم بي أكثر ولا يذوب .
لماذا تؤثر بي بهذه الطريقة ولا أؤثر بك أبداً؟
كيف لك أن تتركز في الجانب الأيمن من رأسي وتئن .... تئن هكذا بلا انقطاع.
أنتَ توجِّهُ الأغاني أيضًأ ، كلها تعمل لصالحك ... ماذا تفعل؟
ما الذي تفعله تحديداً ليحدث كل هذا،

لا أعرف ما الذي أرغب في أن أقوله لك ،
أريدُ أن أراكَ الآن أو في السابعة من صباح الغد،
أريدُ أن أراكَ ... أنا غاضبةٌ منكَ جداً ولا أتوقع أنك ستصالحني فور أن تعرف ذلك،

لقد خذلتني وأرجو ألا تكون قد خذلت نفسك أيضًا
لا تقفز إلى أية استنتاجات بشأني
أنا أصلاً لا أعرف ماذا يحدثُ لي،
لا تضع اسمًا لما لم أسميه أنا



ماذا أكتبُ لك أيضًا؟

آه
أحبُّ اسمك ولن أقول لك ذلك أبداً أيها المغرور
الصداع يخفت قليلاً – يارب أريد أن أطمئن ... أن أهدأ قليلاً دون صداع-

أنت تسبب الصداع والأسى معًا ...
لا أريد أيَّ شيءٍ منكَ في حالة إذا كنت تسأل ( ماذا تريدين مني؟)
ما الذي تريده منك الأخريات؟
ماذا كنَّ سيفعلن لو كنَّ مكاني؟
لا أعرف كيف أتصرف مثلهنَّ للأسف،
كنَّ سيكلمنك ثلاث مراتٍ في اليوم على الأرجح، أو سيأخذنك إلى السينما ...

لكنني لا أرى معنى لأيٍ من هذا طالما أنكَ لم تُمس
أنت في كهفك البعيد لم يمسسك أحد ولا أعرف كيف؟؟
كيفَ تصبني بهذا الصداع المتكرر ولا أمر ببالك أصلاً
أنا لا ألومك .. لا أحد يختار ما يحدث له

أنا خائفة
من كل شيءٍ غالبًا
منكَ أيضًا
ومن نفسي ... على الأكثر من نفسي
بالرغم من أن هذا لن يغير شيئًا في السياق


ألوم نفسي على الوقوع داخل هذه الحفرة المسماة أنتَ
كان يجبُ ألا أذهب، كنتُ أقدر خطورة ما يحدث
والله كنتُ أعلم قبل أن أخرج من بيتي أن المسألة شائكة
وأنني إذا مشيتُ هذه الخطوة ربما أتورط معكَ

لكنني عدتُ إلى بيت أختي بنزيفٍ طويل

لماذا قابلتني ؟
...............
ربما كان من الأفضل أن أتصل بك كي أسمع صوتك فقط
الألم بدأ يذوب بالفعل ...
انا أجرب شجاعتي معكَ
أكتبُ خطابًا لشخصٍ أعرفه وتكلمتُ معه
وأملك رقم تليفونه الخاص ولا أعرف كيف أستدعيه مرةً أخرى

أنتَ تصرُّ على ارتداء دروعك .... كامل دروعك كي تقولَ لي:
"أنا لا أقصدُكِ ولستُ مسئولاً عن أي شعور انتابكِ تجاهي،
يمكنكِ أن تلعبي معي أو تحاولي إغوائي مثل الأخريات...
فقط تذكري أنا لستُ مسئولاً عن شيء ...
أنا لم أتأثر ...
لا زلتِ بعيني هذه الصديقة البعيدة التي أضحك معها أحياناً؟".


ماذا أكتبُ لكَ أيضًا؟
لا أعرف،
الصداع يخفُّ بالتدريج ... هذا يحدث فعلاً
ولكنني حين أتوقف عن الكتابة يعودُ الضرب مرة أخرى
كنتُ أتوقع من نفسي أفعالاً جديدة
لكنًّ المساحات المتاحة أمامي ضيقة عليَّ


أكتبُ خطابًا لشبح
إذ أن الرجل المعني بهذا الكلام سيدَّعي أنه لم يفهم حرفًا واحداً
هذا الخطاب غريبٌ عليَّ
لكنك في النهاية ستعيد قرائته مرةً أخرى

الصداع يذهب فعلاً
لقد انتهيتُ منكَ



.....



painted by:Andreu Martró





..........



....

السبت، 19 مايو 2012

تقاطع مع shopgirl

>







.


.



الفتاة تقف في المحل الكبير متخشبةً قليلاً، والكاميرا تقترب من وجهها
جمالها يبدو قديمًا وكابيًا كأنها خرجت من التراب حالاً
مطفأة العينين ومرتبكة
تتابع الحب المختفي بين كفين متعانفين، أو بين اثنين متخاصرين


يجدها رجلً يبحث عن امرأة
لا يلتفت سوى لعينيها التي تتابع بألم تدفق الحنان بين المارين
في البداية كانت تجده رجلاً مملاً بعض الشيء، ثم بدأت تستلطفه بمرور الوقت
الرجل يلمسها بحنان، ويغدق عليها محبةً لا يمكن تجاهلها
بنعومة تندمج تمامًا مع هذا الرجل
وتنزلق إلى محبته خطوةً فخطوة


في منتصف الفيلم يكتب لها خطابًا يخبرها فيه أنه ينام مع امرأةٍ أخرى
بحضر لها ورقةً مكتوبة تقرأها أمام عينيه وتنفجر في البكاء
الرجل يذكرها بالاتفاق :
" علاقتنا ليست جادة ... نحن نستمتع معًا فقط،
وعلينا إبقاء مساحة اختياراتنا مفتوحة"

البنت لا تتوقف عن البكاء وتتركه وتذهب
بعد عددٍ من المكالمات والاعتذارات تذهب إليه مرةً أخرى
الحب يأخد شكلاً أكثر جدية
الرجل يهتم بها كثيراً
يدفع لها قسط التأمين ويأخذها معه إلى نيويوك

يخبرها أنه اشترى شقه واسعة هناك
ربما يحتاجها لينام مع امرأةٍ جديدة

البنت تسقط فجأة
وهو يعتذر عن النكتة السخيفة

- لماذا لا تحبني؟
- لقد كنتُ واضحًا معكِ
- لماذا لا تحبني؟
أنت تضعني بين اختيارين إما أن أتألم الآن أو في المستقبل
أختارُ أن أتألم الآن

أختارُ أن أتألم الآن

البنت تذهب وتنتظره كل ليلة وعيونها معلقةٌ بالسماء
الكاميرا تذهب إلى البطل الذي لا يتوقف عن التفكير بها وعيونه معلقةٌ بالسماء
المرأة التي تكتشف جمالها تتوهج بالألم
تبدو امرأةً أخرى في نظر زملائها
تغير مكان عملها وتقف سعيدة باللحظة الحاضرة

يجدها رجلٌ آخر
يعاملها بودٍ وحنان يتحول بسرعة إلى حبٍ دافيء ومُعلن

المشهد الآخير
المرأة تقف داخل معرضها الخاص
ترسم نفسها بالفحم وتبتسم للجمهور
يقابلها حبيبها القديم
يتحدث معها بودٍ حقيقيِّ
- لقد أحببتك جداً
- أعرف

الفيلم ينتهي بسعادة كل الأطراف
هي تجد حبيبًا جديداً وهو يصطحب امرأةً أخرى
بمنتهى البساطة
لا أحد يندم أو يفكر في الماضي
الحياة تضعنا داخل دوائر متقاطعة مع آخرين كي نكتشف أنفسنا فقط

الرجل الذي احبها لا يستطيع أن يمشي خطوة أخرى باتجاها
يعاني من الخوف وربما من التجارب المؤلمة
لا يرغب بأن يُسجن داخل قفص امرأة واحدة
يستطيع دائمًا أن يقفز من امرأة إلى أخرى
لماذا يغامر بحريته

الرجل الذي ستكمل معه هذه الحكاية ليس جميلاً جداً ولا هو أروع رجلٍ قابلته
لكنه الوحيد الذي منحها الحنان والثقة
هو الذي سمح لرقتها بالتدفق دون شروط
أعلن إخلاصه لها وقشَّر مخاوفها ببطء
وتبادل معها الحياة

البطلة لم تغرق في بكائيات كلاسيكية ولم تسقط في المرض ولا الاكتئاب
لقد تقبلت الألم
الأيام تقضمها ببطء وهي تنتظر كي ينتهي نصيبها من الوجع
البطلة التي لا ترى ذاتها بطلةً أبداً
لا تتوقف عن التقاط الصور لنفسها
تقف عاريةً أمام الكاميرا ولا تجفل أمام كل هذه الجروح المندملة والحية
لا تتكلم كثيراً ولا تخبر الرجل الذي تحبه بأنها تحبه
ما حاجتها إلى الكلام
ما حاجتها إلى دليل

المستقبل يشرق بمحاذاة الماضي
يمشون جميعًا داخل قلبها
إنها تتقبل منحة الحب الجديد كما تتقبل الألم
هذه المرأة لا تقاوم الحياة بل تنزلق بنعومة داخل ممراتها الغامضة
هذه البطلة مرت سريعًا دون أن أحفظ اسمها
ودون أن تخبرني كيف عبرت من هناك




.......

*shopgirl -2005




.......

الاثنين، 14 مايو 2012

من جوة الكيس النايلون

.








.


.

الثلاثاء، 8 مايو 2012

في عيادة الأسنان 2





.

.


كلما ذهبت إلى عيادة الأسنان
أفكر- بينما أنتظر دوري- أنني لا يجب أن آتي وحدي في المرة القادمة
الطبيب يشفق عليَّ من صرختي المكتومة
وكل هذه الدموع التي لا تتوقف ببساطة

ينظر لي في حنان ولا يعرف لماذا استمر نزيف الدماء كل هذا الوقت
لكنني أجفف دموعي وأضغط على قطعة القطن بقوة وأمشي
أذهب إلي البيت سيراً على الأقدام كي أبتلع ما تبقى من الألم

أدخل في اختبارٍ متكرر
لا أملك إجابته الصحيحة
لماذا ينبغي أن أكون دائمًا أشجع من رَجُلي؟
لماذا يمكنني وضع علامة نعم أمام كتلة من المشاعر المتضاربة
وعددٍ من الكلمات التي لم أتبين صدقها بعد
لماذا أوافق أن أواجه كل هذا الخطر
لماذا أستطيع أن أمشي خطوات في الخوف
بينما يقفون بعيداً في وجلٍ
ينتظرون وضوحًا ما أو امرأةٍ أقل خطورة

الاختبار كله يتلخص في قدرتي على احتمال الواقع كما هو
كما يحدث وكما سيحدث
كيف سأقبل بكل شيء دون أن أنفجر في البكاء في الشارع
أو أمام فاترينات الملابس أو في قاعة السينما


طبيب الأسنان يحاول أن يكون لطيفًأ معي
- أعرف أن درجة حساسية الفنانين عالية

أبتسم
وأكتشف أنني أحب هذا الكرسي المتحرك
الذي يسقط برأسي إلى الأرض في نعومة

وأحب الممرضة الصغيرة التي تبتسم دائماً
وأكره الأسنان المكسورة التي لا تلتئم



....






في عيادة الأسنان 1



......

الأربعاء، 2 مايو 2012

full makeup

.





. .

.

بتسمع ماجدة الرومي وهي بتغني: أنا قلبي دليلي
وكل ما تخلص تعيدها تاني

دموعها نازلة من غير سبب أو لأسباب كتييييير أوي .... متعدش

النهاردة مراحتش العباسية
ولا ناوية تروح مع إنه الناس اللي بتموت كل يوم بتوجع قلبها أوي

وبتتمنى تكون معاهم علشان متطرش تشوف الصور دي تاني


امبارح كان فيه واحد بيقولها اتعلمي إزاي تبقى ست
هاعرفك على واحدة شقية موت

اتعلمي منها أي حاجة
ولأنها جبانة بزيادة ماعترفتش لنفسها إنه الراجل دا جرحها أوي
وقعدت تقول ميقصدش طبعاً ... إحنا اصحاب
بس بعد ماراحت تقابل البنت
معرفتش تعمل إيه في نافورة الدم اللي انفجرت من صباعها
وهي بتغسل الكوبايات في بيت أختها

أختها اللي شافت حاجات كتير بتعدي على وشها
ومكانش فيه وقت تسألها : مالك؟


الحدوتة دلوقتي بقت قليلة الأدب أوي
عايزة تروح هناك تموت مع الناس اللي بتموت
مش علشان عندها ضمير وعايزة تدافع عن الناس اللي بتموت من غير ذنب

خالص
أهي عايزة تنتحر بحيث يكون ليها لازمة
بس هي جبانة
الصراحة أجبن من إنها تتحرك من قدام جهاز الكمبيوتر

المفروض تدور على شغل بأة
لأنها محتاجة فلوس تجيب بيها لبس ملون علشان الناس يشوفوها حلوة

وميشوفهاش حادة وصوتها عالي وبتخوفهم

أيوة هيبقى فيه فلوس
علشان تجيب علبة مكياج كبيرة
وتغطي وشها كله بكريم الأساس والبودرة

لكن كل دا مش هيغير حاجة في مصير الناس اللي بتموت في الشارع
ولا هيخلي ماجدة الرومي تعتذر انها بتغني أغاني مش بتاعتها



...

painted by: Alexander Sigov


....

الثلاثاء، 1 مايو 2012

ارتباك





.


.



لكنَّ اسمك ليس مكتوباً
لست مدعواً إلىَّ مع ذلك أنت هنا
كل هذه الرسائل الطويلة لم تُقرأ أبداً
خٌذني إلى بئر حياتي القديم وكن ترياقي

تعود أغنية قديمة للسيطرة عليَّ
أشاهد الفيلم وأفكر هل يمكنك الرقص معي؟
لن أجازف وأرسل لك خطابًا طويلاً بلا معنى كي أتأكد أنك معي
ولن أرسل لك رسالة حارة على الموبايل ... ستٌسيء تفسيرها غالبًا
لا أعرفك لكنني أشعر بك بقوة دون أن أضع اسمًا لما يحدث
أرغب بالقفز معك داخل السماء
هل يمكن أن تجرب جناحيك معي؟

لا أتوقع الأحداث ... كل ما أعرفه أنني لا يمكن لي الاشتباك هكذا بمفردي تمامًا
أنت مسئول عن ملء روحي بالخيال

ربما تقصد امرأة غيري ....
كيف يمكن أن أخطيء تفسير ابتسامة تنتظرني
بعد أن أستقر في الكرسي الآخير من الميكروباص

لا أعرف الكلمة الصحيحة
كل ما أدركه أننا يجب أن نكون معًا
كي تخرج الكلمة المناسبة إلى الوجود
أرتبك من كل هذا الزخم
وأدرك أنني أرش خيالي بالشغف كي ينمو

أكرر ذاتي دون انتهاء
لكنني رغم كل شيء لا أملك سوى خطوتي الصغيرة
وهذا الكف الذي لا يصلح لأي باب


....

painted by: Alphonse Maria Mucha





.......