>
.
.
الفتاة تقف في المحل الكبير متخشبةً قليلاً، والكاميرا تقترب من وجهها
جمالها يبدو قديمًا وكابيًا كأنها خرجت من التراب حالاً
مطفأة العينين ومرتبكة
تتابع الحب المختفي بين كفين متعانفين، أو بين اثنين متخاصرين
يجدها رجلً يبحث عن امرأة
لا يلتفت سوى لعينيها التي تتابع بألم تدفق الحنان بين المارين
في البداية كانت تجده رجلاً مملاً بعض الشيء، ثم بدأت تستلطفه بمرور الوقت
الرجل يلمسها بحنان، ويغدق عليها محبةً لا يمكن تجاهلها
بنعومة تندمج تمامًا مع هذا الرجل
وتنزلق إلى محبته خطوةً فخطوة
في منتصف الفيلم يكتب لها خطابًا يخبرها فيه أنه ينام مع امرأةٍ أخرى
بحضر لها ورقةً مكتوبة تقرأها أمام عينيه وتنفجر في البكاء
الرجل يذكرها بالاتفاق :
" علاقتنا ليست جادة ... نحن نستمتع معًا فقط،
وعلينا إبقاء مساحة اختياراتنا مفتوحة"
البنت لا تتوقف عن البكاء وتتركه وتذهب
بعد عددٍ من المكالمات والاعتذارات تذهب إليه مرةً أخرى
الحب يأخد شكلاً أكثر جدية
الرجل يهتم بها كثيراً
يدفع لها قسط التأمين ويأخذها معه إلى نيويوك
يخبرها أنه اشترى شقه واسعة هناك
ربما يحتاجها لينام مع امرأةٍ جديدة
البنت تسقط فجأة
وهو يعتذر عن النكتة السخيفة
- لماذا لا تحبني؟
- لقد كنتُ واضحًا معكِ
- لماذا لا تحبني؟
أنت تضعني بين اختيارين إما أن أتألم الآن أو في المستقبل
أختارُ أن أتألم الآن
أختارُ أن أتألم الآن
البنت تذهب وتنتظره كل ليلة وعيونها معلقةٌ بالسماء
الكاميرا تذهب إلى البطل الذي لا يتوقف عن التفكير بها وعيونه معلقةٌ بالسماء
المرأة التي تكتشف جمالها تتوهج بالألم
تبدو امرأةً أخرى في نظر زملائها
تغير مكان عملها وتقف سعيدة باللحظة الحاضرة
يجدها رجلٌ آخر
يعاملها بودٍ وحنان يتحول بسرعة إلى حبٍ دافيء ومُعلن
المشهد الآخير
المرأة تقف داخل معرضها الخاص
ترسم نفسها بالفحم وتبتسم للجمهور
يقابلها حبيبها القديم
يتحدث معها بودٍ حقيقيِّ
- لقد أحببتك جداً
- أعرف
الفيلم ينتهي بسعادة كل الأطراف
هي تجد حبيبًا جديداً وهو يصطحب امرأةً أخرى
بمنتهى البساطة
لا أحد يندم أو يفكر في الماضي
الحياة تضعنا داخل دوائر متقاطعة مع آخرين كي نكتشف أنفسنا فقط
الرجل الذي احبها لا يستطيع أن يمشي خطوة أخرى باتجاها
يعاني من الخوف وربما من التجارب المؤلمة
لا يرغب بأن يُسجن داخل قفص امرأة واحدة
يستطيع دائمًا أن يقفز من امرأة إلى أخرى
لماذا يغامر بحريته
الرجل الذي ستكمل معه هذه الحكاية ليس جميلاً جداً ولا هو أروع رجلٍ قابلته
لكنه الوحيد الذي منحها الحنان والثقة
هو الذي سمح لرقتها بالتدفق دون شروط
أعلن إخلاصه لها وقشَّر مخاوفها ببطء
وتبادل معها الحياة
البطلة لم تغرق في بكائيات كلاسيكية ولم تسقط في المرض ولا الاكتئاب
لقد تقبلت الألم
الأيام تقضمها ببطء وهي تنتظر كي ينتهي نصيبها من الوجع
البطلة التي لا ترى ذاتها بطلةً أبداً
لا تتوقف عن التقاط الصور لنفسها
تقف عاريةً أمام الكاميرا ولا تجفل أمام كل هذه الجروح المندملة والحية
لا تتكلم كثيراً ولا تخبر الرجل الذي تحبه بأنها تحبه
ما حاجتها إلى الكلام
ما حاجتها إلى دليل
المستقبل يشرق بمحاذاة الماضي
يمشون جميعًا داخل قلبها
إنها تتقبل منحة الحب الجديد كما تتقبل الألم
هذه المرأة لا تقاوم الحياة بل تنزلق بنعومة داخل ممراتها الغامضة
هذه البطلة مرت سريعًا دون أن أحفظ اسمها
ودون أن تخبرني كيف عبرت من هناك
.......
*shopgirl -2005
.......
السبت، 19 مايو 2012
Search
المتابعون
دي رسوماتي
من أنا
- ست الحسن
- اسمي غادة خليفة / لما كانوا الناس بيسألوني وأنا صغيرة عايزة تطلعي إيه لما تكبري كنت بسكت / مقدرش أقول لحد عايزة أطلع رقاصة/ برسم بحكم دراستي للفنون الجميلة/ خدت قرار إني أغير حياتي وأنا عندي 30 سنة / ركزت في الكتابة وطلعت ديوانبن وعندي مدونة اسمها ست الحسن / بشتغل كروشيه وبستمتع أوي بتركيب الألوان مع بعض في الكوفيات والبلوفرات / مهتمة اهتمام خاص جدًا بعلم النفس بستمتع بقراية الكتب والناس / ودي أكتر سي في بتقول أنا مين كتبتها في حياتي. :))))
Facebook Badge
.......................................
حينما تضعُ إحدى النساء خبرتَها في كلماتٍ ، فإنَّه يُمكنُ لامرأةٍ أخرى - ظلَّت صامتةً خوفاً مما سيظنُّه الآخرون بها - أن تجدَ في كلماتها تأييداً لها وتعضيداً .
وجينما تقولُ امرأةٌ ثانيةٌ بصوتٍ عالٍ " نعم ، هذه كانت خبرتي أيضاً "
فإن المرأة الأولى تفقد بعضاً من خوفها .
كارول بي كريست / الصوفية النسوية
ترجمة : مصطفى محمود محمد
دار آفاق - 2006
وجينما تقولُ امرأةٌ ثانيةٌ بصوتٍ عالٍ " نعم ، هذه كانت خبرتي أيضاً "
فإن المرأة الأولى تفقد بعضاً من خوفها .
كارول بي كريست / الصوفية النسوية
ترجمة : مصطفى محمود محمد
دار آفاق - 2006
إقبال جماهيري ماحصلش
-
> > التدوينة دي للأطفال فوق ال18 سنة .... أنا بقول أهه عشان ممكن تبقى تدوبينة أبيحة شوية ( المقدمة دي غالباً بتتعمل علشان تجذب قراء أك...
-
أحلام اليقظة تتبدد اليقظة دون أحلام تهددني تسخر من رهافتي وتثبت فوهة الواقع على رأسي طفلتي الصغيرة ترتجف وأنا أصنع لها سَكينة طازج...
-
. . المرأةُ البيضاء التي تجلس أمامك، ولا تتوقف عن الكلام لا تشبهُني ولا تتصلُ ابتسامتَها الرمادية بقلبي المرأة الق...
-
منذ فترة غير بعيدة بدأت تهاجمني مشاعر سلبية تجاه ذاتي ، أخذت أفكر بنفسي .. بكل المحطات التي عبرتها ، بكل المحطات التي تنتظر أن أعبرها ، بكل ...
-
هذا هو الخطاب الأول الذي لا أود أن تقرأه، لا أكتبه إليك حتى وأنا استخدم اسمك في بدايته وفي نهايته وفي منتصفه أيضا. أحتاج إلى مكاشفة نف...
-
. . أكتبُ إليكَ كمحاولةٍ أخيرة للتخلص من الصداع النصفيّ هذا الصداع الذي ربما سينقلب بعد دقائق إلى تقيؤ مستمر لا ينتهي إلا بحقنة المُسكِّن. ل...
-
أريد أن أمزق هذا العالم بعد أن أنتهي من تقشير البطاطس، أظفاري ستتسخ ويتكسر طلاؤها مع أن الحياة لا تحتفظ باللون. خذني معك يا بولوك، ...
-
> عزيزتي جولييت: أرغب في لصق خطابٍ على جدران شرفتك وأنا أعلم أنك ستقرأينه بطريقةٍ أو بأخرى وسترسلين لي دعماً من هناك من بلادك الممتلئة با...
-
. تان تان يظهر في قهوتي اليوم، أصبُّه بعد أن أتأكد أنه بعين واحدة وفم مفتوح. على الناحية الأخرى كانت فيروز تغني فوق جبل الزمالك، ا...
-
. . . على وشك السقوطِ في المرض أكتب لأئتنس الحياة فارغةٌ بلا معنى سأبدأ من الصفر هذه المرة أيضاً لقد توقفتُ عن الانتظارات قسراً أختى تزوجت و...
Just read it !
تدوينات متميزة ... وبصراحة بغير منهم ... وبارجع اقراهم تاني
نساء يركضن مع الذئاب - كلاريسا بنكولا
Blog Archive
- مارس 2008 (5)
- أبريل 2008 (9)
- مايو 2008 (9)
- يونيو 2008 (8)
- يوليو 2008 (7)
- أغسطس 2008 (7)
- سبتمبر 2008 (6)
- أكتوبر 2008 (8)
- نوفمبر 2008 (10)
- ديسمبر 2008 (8)
- يناير 2009 (6)
- فبراير 2009 (4)
- مارس 2009 (8)
- أبريل 2009 (6)
- مايو 2009 (6)
- يونيو 2009 (6)
- يوليو 2009 (4)
- أغسطس 2009 (2)
- سبتمبر 2009 (4)
- أكتوبر 2009 (4)
- نوفمبر 2009 (4)
- ديسمبر 2009 (5)
- يناير 2010 (7)
- فبراير 2010 (7)
- مارس 2010 (3)
- أبريل 2010 (5)
- مايو 2010 (3)
- يونيو 2010 (2)
- يوليو 2010 (1)
- أغسطس 2010 (3)
- سبتمبر 2010 (6)
- أكتوبر 2010 (5)
- نوفمبر 2010 (5)
- ديسمبر 2010 (6)
- يناير 2011 (6)
- فبراير 2011 (5)
- مارس 2011 (4)
- أبريل 2011 (3)
- مايو 2011 (4)
- يونيو 2011 (2)
- يوليو 2011 (3)
- أغسطس 2011 (3)
- سبتمبر 2011 (2)
- أكتوبر 2011 (5)
- نوفمبر 2011 (2)
- ديسمبر 2011 (4)
- يناير 2012 (4)
- فبراير 2012 (5)
- مارس 2012 (2)
- أبريل 2012 (3)
- مايو 2012 (6)
- يونيو 2012 (3)
- يوليو 2012 (10)
- أغسطس 2012 (5)
- سبتمبر 2012 (9)
- أكتوبر 2012 (7)
- نوفمبر 2012 (15)
- ديسمبر 2012 (9)
- يناير 2013 (5)
- فبراير 2013 (3)
- مارس 2013 (5)
- أبريل 2013 (5)
- مايو 2013 (6)
- يونيو 2013 (1)
- يوليو 2013 (2)
- أغسطس 2013 (1)
- سبتمبر 2013 (4)
- أكتوبر 2013 (1)
- نوفمبر 2013 (1)
- ديسمبر 2013 (1)
- يناير 2014 (1)
- فبراير 2014 (3)
- أبريل 2014 (4)
- مايو 2014 (1)
- يوليو 2014 (1)
- سبتمبر 2014 (1)
- نوفمبر 2014 (1)
- ديسمبر 2014 (2)
- يناير 2015 (1)
- فبراير 2015 (1)
- أبريل 2015 (1)
- يونيو 2015 (1)
- أكتوبر 2015 (1)
- مايو 2016 (1)
- يونيو 2016 (2)
- أغسطس 2016 (1)
- يناير 2017 (1)
- فبراير 2017 (1)
- أبريل 2017 (1)
- مايو 2017 (1)
- سبتمبر 2017 (1)
- مارس 2018 (1)
- مايو 2018 (1)
- يونيو 2018 (1)
- مارس 2019 (1)
- ديسمبر 2019 (1)
- أبريل 2020 (2)
- مايو 2020 (1)
- أغسطس 2023 (1)
- يناير 2024 (1)
- مارس 2024 (1)
8 التعليقات:
أختارُ أن أتألم الآن
المرأة التي تكتشف جمالها تتوهج بالألم
تبدو امرأةً أخرى في نظر زملائها
أختارُ أن أتألم الآن
المرأة التي تكتشف جمالها تتوهج بالألم
تبدو امرأةً أخرى في نظر زملائها
أختارُ أن أتألم الآن
المرأة التي تكتشف جمالها تتوهج بالألم
تبدو امرأةً أخرى في نظر زملائها
أنا بحب مدونتك جداً..
وعاجبنى اسمها وخصوصا أغنيه محمد قنديل
لأنّى اصلاً من أشد معجبيه ..
نودي الجميلة
:)))))))))))
...
أسماء سعيد
شكراً لمرورك
ومبسوطة إنه المدونة وقنديل عجبوكي
:)))
لااستطيع االجزم بشأن..ما وراء التساؤل الذي اراه واضحا في النص وهو (هو في كدة )انا اعتقد بكل صدق انه مافيش غير كدة
اعتقد ان الحياة لاتقبل الثنائيات وإنما خلقت على أساس التوافقيات فالحب ياتي مع الالم ولاينهي احدهما وجود الآخر أويحده
تدوينةرائعة وقراءة ممتعة لفيلم جميل
" الحياة تضعنا داخل دوائر متقاطعة مع آخرين كي نكتشف أنفسنا فقط"
صح جدا... جميل الكاتب لما يحط إيده على معني حقيقي جدا و واقعي جدا و ينقله برقة جدا جدا جدا.. انا واقعة ف غرام كتابتك
:)
الرجل الذي ستكمل معه هذه الحكاية ليس جميلاً جداً ولا هو أروع رجلٍ قابلته
لكنه الوحيد الذي منحها الحنان والثقة
هو الذي سمح لرقتها بالتدفق دون شروط
أعلن إخلاصه لها وقشَّر مخاوفها ببطء
وتبادل معها الحياة
مش قلت لك انها كتابة خاصة بيكى
مش بمل من قرايتها
:)
إرسال تعليق