الاثنين، 9 مايو 2011

هزيمة جماعية

.








أيوة فيه طائفية في مصر وفيه اضطهاد متبادل بين المسلمين والمسيحيين
هنفضل نداري غسيلنا الوسخ لحد ما يحصل إيه تاني

خليني أحكي م الأول
خالتي كانت دايماً تحكي حدوتة عن جدي
إنه أثتاء الحرب العالمية التانية كانت البلد داخلة على مجاعة
والقمح شاحح في السوق
قام جدي قال لكل الجيران يشتروا شوال قمح علشان الظروف الصعبة
جارنا عم عزيز مكانش معاه فلوس يشتري شوال قمح في الوقت ده
جدي ببساطة اشتري شوال زيادة
واداه لعم عزيز اللي رجَّع تمنه بعدين لما الظروف اتحسنت
خالتي بتقول: إنه عم عزيز وولاده من بعده
كانوا دايماً يفتكروا الحدوتة دي ويحكوها لكل الناس

أمي وابويا اتربوا في الجو ده
فمكانش فيه ساعتها أي معنى لكلمة دا مسيحي متلعبش معاه

لما جينا إحنا بقى تحديداً في بداية التمانينات وانت طالع الدنيا اتغيرت أوي
بقى فيه مسيحي ومسلم وأهلاوي وزملكاوي وإسود وأبيض
كل فريق عايز يقول إنه الأحسن لإن كل الناس حاسة بالهزيمة

ماما معلمتنيش زي ما جدتي علمتها إني أقول مساء الخير لجارتنا المسيحية
وجارتنا بردوا رداً على إني بقولها سلامو عليكو بقت مبتردش عليَّ السلام

في الشغل كان المدير بتاعنا سوري مسيحي
وكان بيرفض إنه حد يصلي في المكان
وفي شغل تاني كان مديرنا المسلم بيمنع زميلنا المسيحي
إنه ياكل أو يشرب أي حاجة في رمضان علشان احنا صايمين
وزمايلي كانوا بيتخانقوا معايا
علشان بتعامل مع زميلي المسيحي عادي
وبقوله على معلومات في الشغل زي اللي بقولها لباقي الناس
كانوا بيقولولي مينفعش
دا فلان دا مسيحي بتديله المعلومات دي ليه

أثناء كورس الكمبيوتر في فترة الراحة
استفردوا 3 متشددين مسلمين ب3 مسيحيين وقالولهم كدة بصريح العبارة
انتوا هتخشوا النار واحنا هنخش الجنة
والتانيين قالولهم العكس هوا اللي هيحصل
لما اتدخلت في المسألة علشان انهي المهزلة دي
المسلمين شافوني مش متدينة ومتواطئة مع الأعداء
والمسيحيين شافوني بحاول أضحك عليهم واستدرجهم
وشافوني خاينة لديني بردو

في المترو في عربية الستات لما بكون واقفة
والبنت اللي قدامي هتقوم وانا هقعد مكانها
كانت ببساطة بتنادي على أي بنت محجبة وتقعدها
لإن المسلمين أولى يعني
(عادة الناس بتفتكرني مسيحية علشان مش محجبة )

في عيادة الأسنان كنت بتكلم مع ست لطيفة
سألتني بعد شوية إذا كنت مسلمة أو مسيحية واندهشت جداً إني مسلمة
( هوا انتم فيكم ناس بتفهم ولطيفة كدة يعني ...
طب والله كويس ... بس أصلك شبهنا أوي نفس روحنا وطريقة كلامنا )

على الرغم من كل ده
أخويا عنده شريكه في الشغل وصاحبه مسيحي
وبيخاف عليه وبيحبه زي أخوه
مش كلام دعاية ووحدة وطنية وبتاع دا بجد
بس دا ميمنعش إنه بيطلع عينه وبيزهقه
لما الزمالك يتغلب

مش بهتم أسأل الناس عن ديانتهم .... لسبب مش عارفاه
كنت بقول لنفسي زمان اننا بنستهبل وبنشتغل بعض
أنا مسلمة لإني اتولدت في عيلة مسلمة أبويا وامي مسلمين والعكس صحيح
احنا ليه بنتنطط على بعض في مسألة مش اختيارية زي دي

بتضايق جداً لما الجامع اللي قدامنا بيصلي الفجر جهر في الميكرفون
بحسها حاجة مش معقولة وبتعاطف مع سكان العمارة اللي في وش الجامع المسيحيين
اللي مش بيعرفوا يناموا كل يوم

المرة الوحيدة اللي دخلت فيها كنيسة كانت في فرح إيريني صاحبتي
واندهشت جداً إنه الستات بيقعدوا في جنب والرجالة في جنب
طب ما انتوا زينا أهه

قبل عيد القيامة اللي فات بيومين
سمعت واحدة بتكلم صاحبتها إنه فيه راجل بيوزع لحمة العيد مجاناً
وانها هتروح تاخد
نسخة من اللي بيحصل في عيد الأضحى

كلنا تعبانين ومش عارفين نعيش
كلنا مهزومين ... ودي حقيقة صعب ننكرها
بس لو ضغطنا على بعض وصعبنا الحياة على بعض
الدنيا هتنفجر

مش شايفة إنه الحل مكانه في لقاءات البابا وشيخ الأزهر
أو في المجالس العرفية
الحل فردي جداً وبسيط

مرة لقيت سواق تاكسي بيشتكيلي انهم لغوا صباح الخير
قعدت أضحك جامد ومعرفتش أقوله إيه




.................

2 التعليقات:

فاطمه ام محمود يقول...

درر يا غاده شوف يا غادة انا اختلف معك في ان امك لم تعلمك,بل علمتك والدليل طريقة تعاملك المهذبة مع الناس وعدم التركيز على الشخص كونه مسلم او مسيحي او غير مصري.انا درست في مصراته بليبيا وكانوا اصحابي في الابتدائيه والاعداديه من مصر ولسه محتفظه بصوره بتجمعني بهم واحدة كانت مسيحيه واسمها( ماريان رمسيس انيس )وهي الاقرب لي وكان ابوها دكتور بيشتغل في ليبيا وكان يأتي الينا في البيت ليعالج امي وكانت ماريان متفوقه وبتطلع الاولى وزي ما انت عارفه في لليبيا الديانه الاسلام لا يوجد مسيحين فكان ضروري تمتحن في مادة التربيه الاسلاميه وكانت مديرة المدرسه دائما تكرمها وتقول لنا ماريان مثال للاخلاق والعلم وهي تحفظ القرآن وتقرأه احسن منكم وصاحبتي الثانيه ( ريم احمد سعد ) امها مدرسة العلوم بنفس المدرسه وابوها كان يدرس الرياضيات بمدرسه اخرى وكان يمتهن التصوير فكان بيصورنا احنا الثلاثه مع بعض ويعطينا الصور طبعا كانوا الاثنتين متحابتين(ريم وماريان) وكان هذا في الثمانينات في مصراته(ربنا يحفظ اهلها من الطاغيه وينصرهم عليه) . ولكن بعد 25يناير ضروري يحصل التغيير في سلوكياتنا وتعاملنا مع الاخر باختلاف ديانته او جنسيته, وربنا يحفظ مصر واهل مصر.

ست الحسن يقول...

فاطمة الجمبلة

بحب تعليقاتك أوي
بتبقى مليانة حياة وبتبسطني خالص
تسلمي ويسلم ذوقك

احنا في النهاية بني آدمين كلنا
شوية أنفلونزا ممكن يبهدلونا ... إحنا أضعف مما نتخيل بس بنحب نظهر قوتنا طول الوقت
أسوأ حاجة هي مسألة إقصاء الآخر لأي سبب فيها أنانية شديدةوسخف

ربنا يحفظ مصر وليبيا وكل الدول اللي بتسعى نحو حريتها
ونحتفل قريب بوطن حقيقي

...

شكراً لمرورك الدافي يا بطة
:))