السبت، 30 نوفمبر 2013

مصراتة - الفاهرة

.

.



.


تفتقد صوت أم كلثوم فقط، في البلاد البعيدة لا تخرج الأغاني من المحلات ولا يباعتها عمرو دياب في الشارع.
الألماني يضع سماعتين صغيرتين في أذنيها، ويطلب منها أن تسمع أغنيته
تحاول أن تحرك أقدامها دون ألم في الصباح الغائم للمدينة البعيدة، الصباح الأجنبي يحبها ولا يصيبها بالضجر. السفر هو أن تتناول إفطارك بجوار الغرباء.

الزملاء يعانون من كثرة الاتصالات ولا أحد يكلمها سوى الألماني الذي تتكسر إنجليزته في الشارع وتصنع مظلة دافئة تسمح لها بالفرح.

المغامرات العابرة لا تناسنبي، مع ذلك أنشغل برسم خرائط لها أثناء الليل.
لا يتكلمون معي لأنني امرأة، يتركون مسافة ما وهم يلقون التحية، وحده الألماني يبتسم حينما أشاركه المائدة في الصباح.

الغريب لا يحكي لي عن ذاته لكنه يتبادل معي خياله عن الآخرين، نضحك ونحن نشترك في قراءة أشياء لم تحدث أبدًا.
الوجود في الشارع عارية الرأس مغامرة غير محسوبة العواقب، نمشي تحت مطر خفيف ونأتنس بكلمات بسيطة.

يضحكون وهم يتكلمون معي، يرونني خفيفة جدًا وغير صالحة لمناقشة القضايا الفنية الهامة، لكنهم يندهشون وأنا أحكي عن تجربتي في التعلم، يندهشون حينما يرونني أرسم وكأنني أفعل ذلك كل يوم، لا أحد يصدق أنني لم أمسك فرشاة منذ خمس سنوات وربما أكثر؛ لكنني حينما قررت الإمساك بها قامت باحتضاني فورًا وأعادت لي ذاكرة منسية.

فاطمة تعطيني خاتمها، وأنا لا أفهم ما الذي يرغب في الإنتقال منها إليَّ، هل ترغب في أن تهبني بعضَا من جمالها الخاص؟ هل تسرب لي قوتها عبر حلقة ما احتضنت أصابعها ذات يوم؟.

في العالم البعيد لا أحد يفتقد وجودها إذا أنها افتراضية بالكامل وغير موجودة في حياة أي شخص، فقط رسائلها الخفيفة على الفيس بوك، أو الكلمات التي تقتطعها من يوم طويل كي تتصل جيدًا بأشخاصٍ لا تعرفهم على الإطلاق.

تركت صوري كلها بالبيت، دون أقنعة أتحرك وخيالي عن ذاتي يصير خفيفًا مثل علامة مائية بسيطة.
لا تفتقد حبيبًا ما، وتقرر أن السبورة الخالية من الأسماء تساهم في تحسين حياتها.
ترغب في كتابة رسالة كي تطلب من أحدهم ألا يخبرها بمحبته؛ لأن الحب يتم ترجمته داخل عقلها إلى: (مزيد من الألم والخذلان بانتظارك).
ترغب أن يطلب منها أن تأكل معه كل يوم، أو أن تشاركه المشي لمسافات طويلة، أو أن تقترب منه كي يعرفها فقط.

الحب يخضعها لتعذيب منظم وطويل كل مرة، لذلك لن تنبتسم له هذه المرة، ستستجيب لمشاريع عقلانية لطيفة عن مشاركة الحياة فقط، ولن تمشي باتجاه الشغف مرة أخرى.




.....

3 التعليقات:

غير معرف يقول...

عزيزتى ست الحسن

اريد ان انشر كتاب ولا اعرف ما هى اجراءت نشر كتاب و ما افعله كى احافظ على حقوقى وارجو من حضرتك ان توضحيلى من خلال التعليق ما افعله كى انشر كتاب

ولكى جزيل الشكر والاحترام والمودة

غير معرف يقول...

استمتعت بسردك الابداعى و بالقراءة دون ملل

ست الحسن يقول...

غير معرف

أيوة أنا ممكن أساعدك
ياريت تبعت لي التفاصيل كاملة على الميل
setelhosn@gmail.com

>>>>>>>>

غير معرف

متشكرة أوي