الأربعاء، 17 أبريل 2013

حين تحب وتكره بهجتها فتقول كلاما عنيفًا عن الحب / نزار شهاب الدين - غادة خليفة

.






الرسالة الأولى



أودُّ الحديثَ عن البنتِ، ذاك الكيانِ اللطيفِ الرَّهيفِ المُشعِّ فراشًا بهيًّا..
تُرى، كيف تشعر بالحبِّ؟
هل هو حبُّ امتلاكٍ،
غرامُ تبَنِّي طفولةِ وحشٍ يُسِرُّ لها، وحدها، بحقيقةِ وحشتهِ وحرارةِ وحدتهِ؟
أم هو الذوبانُ بماء الخشونةِ، فوق شعيراتِ ذقنٍ لها ثقةُ الشوكِ، قوّتُه، الألمُ الحلوُ، والأمنُ والظلُّ؟
ماذا يكونُ لها الرجلُ؟ القوةُ؟ الدفء؟
أم رغبةٌ تحتَ جِلدٍ سميكٍ قبيحٍ يرى نفسَه سيِّدَ الأرضِ؟
ماذا تحسُّ بحضرتهِ؟

...................
نزار شهاب الدين

.............................................


إلى نزار


لماذا تسألني عن البنت التي تحب؟
هل تتصور أنه كان بإمكاني أن أكتب عن الحب بكل هذا الدأب
إذا كنت أعرفه فعلًا

تنخذع بي مثل الجميع
أحسِنُ تأمل الأحداث وأستمع إلى الآخرين بقلبٍ حاضر
أضع قطعةً من روحي
وأكتب
لكنني لا أتقن الحب


البنت التي تحب
لم تعد تطفو كثيرًا بحياتي
وكلما خرجتْ إلى النور تأتي إليَّ غارقة في الغضب

هذه المراهقة التي تنسى الكلام إذا مسها الحب لازالت وحيدة
إنها لم تكبر ولم تتعلم المداخل والطرق
لا تحسن استقبال الرسائل أو إرسالها
لا تبكي إلا أمام الله
ولا تعترف بالوجع


أبحث عن أبي يا نزار
لا أقبل موته
أرغب في السكون داخل حضن رجلٍ دون أن تُفزعني أنوثتي
ودون أن أدخل كل معاركي القديمة
أهرب من كل هذا الدم / الخذلان
أحتاج إلى الوقت والاطمئنان معًا كي يتحول وجه العدو إلى وجه حبيب
أحتاج إلى براح كي أنسى كل هذه الطعنات التي تجرح ذاكرتي

أحبُّ
لكنني لا أتجاوز السلمة الأولى أبدًا
إنهم يخافون من كل هؤلاء النساء اللاتي يتبدلن داخل عينيَّ
عزلتي تصرخ بصوت أعلى
وأتا أتجمد داخل نقطة ثابتة

لا أحد يحسن قرائتي
لا أشبه فتيات أحلامهم
لا أمتلك الجمال والرقة اللازمين لامرأة تستحق المعاناة والانتظار


لماذا تسألني عن الحب؟
ولماذا يسافر هذا السؤال كي يصل إليَّ
يقطع كل هذه المسافات ويحط على بابي
بابي الذي لا أستطيع أن أفتحه لأنني لا أراه

لم أسكن ببيت الحب
زرتُ حديقته مرةً واحدة
غرقتُ في الجمال
لكنَّ الألوان تتبدل بسرعة
الحب يتشاجر معي ولا يتسلل إلى روحي
يحول حياتي إلى صراع حادٍ ومؤلم
مع أنه لا يحضنني آخر الليل

لا أعرف كيف تُصطنع البهجة
إنها تخرج من قلبي متى شاءت
لكنني أتجمد باتجاهها أيضًا
وأجري
أجري بعيدًا جدًا

ثم أعود
ولا ينتظرني أحد

..........

غادة خليفة


...................................................




عن البنت حين تحب وتكره بهجتها فتقول كلاما عنيفًا عن الحب ثم تحب حماقتها فتقول كلامًا لطيفًا عن الحنق ثم تحب مُدى الندم الهمجيّ فتكتب شعرا رهيفا عن الحب والخوف والبغض والندم الهمجي وتسكب نورا عجيبا على الصفحات وتبكي.

.....
نزار شهاب الدين















painted by: Danielle Duer

4 التعليقات:

إيناس حليم يقول...

أرغب في السكون داخل حضن رجلٍ دون أن تُفزعني أنوثتي ودون أن أدخل كل معاركي القديمة


آه يا غادة......

إبـراهيم ... يقول...

لم أسكن ببيت الحب
زرتُ حديقته مرةً واحدة
غرقتُ في الجمال
لكنَّ الألوان تتبدل بسرعة
الحب يتشاجر معي ولا يتسلل إلى روحي
يحول حياتي إلى صراع حادٍ ومؤلم
مع أنه لا يحضنني آخر الليل

لا أعرف كيف تُصطنع البهجة
إنها تخرج من قلبي متى شاءت
لكنني أتجمد باتجاهها أيضًا
وأجري
أجري بعيدًا جدًا

ثم أعود
ولا ينتظرني أحد
...

..
حقائق مؤلمة .. لازالت صالحة لإثارة الإعجاب!

إينــاس عباس خضر يقول...

عمل استثنائي
ما كل هذا الجمال !!
...

ست الحسن يقول...

إيناس الجميلة

سلامتك من الوجع
تسلم روحك


........

إبراهيم

بانبسط بوجودك هنا وعلى مدونتك كمان
تسلم


.......

إيناس

شكرًا جدًا
تسلمي

.........

شروق

أنا مبسوطة جدًا إنه النص لمسك ولقى صدى جواكي

تسلمي

..