الأحد، 4 أبريل 2010

على الباب




.


.

الحياةُ تسخر بعنفٍ ليس له ما يبرره
أقررُ أنني أرغب بالبقاء مع رجل يحبُّ الآخرين دون أسباب
يحبهم ببساطة ... رجل يتدفقُ الحنانُ منه باتجاه العالم
ولأنني نصف مجنونة تذكرتُ مرورَ رجلٍ كهذا بي

منذ ثلاثة سنواتٍ أو أكثر مرَّ بي رجلٌ يحبُ العالم
ورغبتُ وقتها في رؤيته مرة أخرى ولم أستطع العثور عليه
لم أنسَهُ .... صرتُ أقرؤهُ دون أن يعرفَ
ودون أن أتمكنَ من الاتصال به
ثم نسيتُ مروره بي وتعلقتُ بالكتابة الحيَّة

منذ وقتٍ وجدتُه مرَّةً أخرى
الحياة الإلكترونيةُ تحققُ لنا الأحلام أحياناً

كتبتُ له ...
لقد رأيتُك مرةً واحدة وأعرف أنك لن تتذكرَني
لكنني أحب ما تكتب
فقال : أتذكرُكِ
أنتِ المرأةُ التي جاءت متأخرةً قليلاً
وتكلَّمَت معي على الباب

أقفزُ من الفرحة ...
ماحدث هنااااك لم يكن يخصُّني وحدي
تيارُ الدِّفء الذي تدفَّق مرَّ به مثلما مرَّ بي

الفرحةُ اشتعلت وانتهت هنا
حينما اكتشفت عدم وجود طريقٍ بيننا
بإمكاني أن أطلب مقابلته مع ذلك لا أعرف أن كنت سأجده كما أتصور أم لا
إن خمس دقائق على الباب مرُّوا منذ زمن لا يسمحون لي بادعاء معرفته
ماذا لو اصطدمت بآخر لا يشبه تصوراتي بأى شكل من الأشكال
ثم ماذا سيحدث لو قابلته واكتشفت انه يشبه ما أتذكرعنه
ماالذي بإمكاننا أن نفعله معاً
نحن الذين لم نتقاطع داخل أرضٍ تصلح لزراعتنا

الحياةُ أبسط من أفكاري عنها
لذلك ليس باستطاعتي إدعاء الخيال الجميل

خائفة ....
لأنني لا أعرف كيف أشرحُ لرجل رغبتي في معرفته فقط
دون شروط أو سيناريوهات أو أشياء سابقة التجهيز
لا أعرف عنه أىَّ شىءٍ واندفاعي باتجاه الآخرين يسببُ لي الألم دائماً
مع ذلك فليس باستطاعتي أن أترك الأمرَ كما هو دون أيَّة أفعالٍ حقيقية

لستُ صريحةً كما أتصوَّر
لو كنتُ صادقةٌ حقاً كنتُ سأقول له
أريدُ أن أراكَ وأن أعرفكَ
لقد لمستنى في يومٍ بعيد
أريدُ أن تعرفني


...

إنَّ فرصة دخولِه هنا لا تتجاوز ثلاثة بالمائة
مع ذلك أثقُ في أنه سيتعرفُ على نفسه -إذا جاء-
وأجهلُ ما سيدورُ بعقله حينذاك
غالباً سيتهمُنى بالجنون أو بالإفراط في الخيال
سيخافُني أيضاً - كالعادة -

غالباً لن يأتي ولن يهتم
مع ذلك إن مررتَ من هنا
فاستمع لمشاعرك أيضاً
لا تتشبث فقط بما أكتبُه عنكَ

إنَّ قلبك يعرفُ أكثر


....

تقول لي
إنَّ الحواديت التي أغرق بها
تساعدني على الهرب من الواقع
وأنَّ الدرس الذي لا أرغب بتعلمه
هو أن الأشياء الحقيقية تنشأ وتنمو وتعيش خارج الكتابة
كلُّ الذين أكتبهم مصنوعين من الوهم
يجذبونني ببطءٍ داخل الخيال كي أمنحهم وجوداً ما
الأشخاصُ الحقيقيون لا يمكن كتابتهم

الكتابة تؤذيكِ وأنت لا تعرفين
تأخذ مشاعرك وروحك ولا تترك منك شيئاً للعالم

توقفى عن كتابة الحياة
كي يكون بإمكانك أن تعيشيها




......


.

.

8 التعليقات:

nudy يقول...

اذن فلكي تعيشيها فعليك ان تقابليه دون شروط ودون ايه تفسيرات فقط عليك ان ترينه وستقرر الحياة ما سيحدث بعد


لا اوافق ان الكتابه تمنعنا من الحياةهذا ليس صحيحا تماما لان الكتابه كثيرا ما تسمح لنا بتأمل ما بداخلنا في الخارج فقط لن نستطيع معرفه اي شيء دون ان نجربه ونحياه

تمنياتي لك بالوصول الي ما تريدين وان تهدأ حيرتك

nudy يقول...

نحن الذين لم نتقاطع داخل ارض تصلح لزراعتنا

ايه الجمل الجامده دي جمله قويه وتوجع القلب بس عجبتني قوي

عين فى الجنة يقول...

من الالغاز والاحجيات ثقة الانثى الكبيرة فى حدسها

أسما عواد يقول...

أوافقك الكتابة تحرمنا من الحياة أحيانا
انها درجة عالية من المتعة
ربما نحتاج لأن نتدرب كثيرا على أن لا نتعامل مع الحياة على أنها كتابة
ولكننا يجب ان نتعامل مع الكتابة على انها حياة
بوست جميل
تحياتي

من اجل عينيك يقول...

ست الحزن ودوامة من التخبط أجدها كل يوم ..
عن الوهم أم الواقع تكتبين
حيرتينا يا ست الحزن

Unknown يقول...

الكتابة مبتحرمناش من الحياة يا صغيرتي ...

بتساعدنا يمكن نعيش حياة مش على مقاسنا أوي ... و لا احنا اللي مش على مقاسها ! المهم إنها بتساعدنا نعيش الجزء المُفتقد ،، أو اللي فاضل ..عشان الميزان يتعدل حبة صغننة ..

مترهقيش نفسك في التفكير في العكس هيستهلك منك زيادة .. لا هتبطلي كتابة و لا هترتاحيلها بالشكل الكافي :)

على فكرة عشت مع الموقف أوي و عاوزة أقولك إن الواقع ساعات بيبقى أكثر سخاااء من الحلم .. متشيليش هم كتير

و خدي حضن كبير بقى

ست الحسن يقول...

هند الجميلة

والله الاختيارات متاحة داخل النص
في الواقع غالباً مفيش اختيارات

تسلمي يا جميلة

ومبسوطة من دخولك مرة تانية واقتباسك
فرحتيني يا جميلة

..........

راجي

والله عندك حق بس فيه ناس عندها حدس قوى وناس لأ
أنا قابلت ولاد عنهم حدس قوى بردو
بس حاجة غريبة فعلاً
عندك حق

نورت يا افندم

..........

أسما

عجبتني أوي نتعامل مع الكتابة على إنها حياة
عميقة فعلاً

تسلمي يا جميلة

...........

فاطمة الجميلة

مفيش فرق كبير بين الخيال والواقع
ساعات الدنيا بتتلخبط فمبتعرفيش امتى تنتهي حدود الحلم ويبدأ الواقع أو امتى ينتهى الواقع ويبدأ الحلم

سلامتك من الحيرة يا بطة

..........

ريهام

الواقع أكثر سخاء من الحلم
يارب

تصوري انتي حضنتيني فعلاً
كنت محتاجة الدعم ده أوي

تسلمي يا قمرة

......

EG Programs يقول...

كلامك حلو اووووووى
على فكرة المدونة جميلة ورائعة
اتمنا زيارة مدونتى المتواضعة
http://sayidaty.blogspot.com