الجمعة، 15 يناير 2010

صلصلةُ الحواديت المُكتملة

.



.


لا أجيدُ حكيَ ما يحدثُ لي ، يبدو الحكيُ ناقصاً دائماً ..
فكرةٌ ما أو تفصيلةٌ صغيرةٌ تراوغُني ولا تخرجُ مني إلا حينما أكتب
تبتسمُ لي وتأتي وحدَها ليكتملَ المعنى

هل تصدقون أنني تنبأتُ بحكايةٍ ستحدث لي وحدثت فعلاً
لقد كانت تحدث منذ زمن

ولم أكتشفُ أنها الحدوتةُ ذاتُها إلاعند اكتمالها

كنتُ أتصورُ أنَّ اكتمالَ الحكايات يكونُ بحدثٍ ختامىٍ ضخم
في الواقع الحدوتةُ تكتمل حينما تأتي لحظةُ التنوير
وهي اللحظة التي تنتظمُ فيها فتافيتُ الحدوتة داخلَ عقدٍ واحد ...
تتكاملُ كلُّ الأجزاء ويصبحُ كلُّ شىءٍ واضحاً تماماً ومتناغماً

قابلتُ امرأةً ما بالصدفة

حكت لي تاريخَ حياتها كاملاً لسببٍ لا أعرفه
إنَّ حياتَها ليست قريبةً مني وطريقتَها في النَّظر إلى العالم مختلفةٌ
مع ذلك فقد رأيتُ في مرآتها الإجابةَ التي أبحثُ عنها

تكمن الإجابة في السؤال ذاته ...

في طريقة طرح السؤال
كنتُ أسألُ نفسي معظمَ الوقت
لماذا أنجذبُ إلى رجالٍ لا يحبونني ولماذا ينجذبُ لي رجالٌ لا أحبُّهم ؟
لماذا تحدثُ الأمورُ بتلك الطريقة دائماً

سيبدو ما أقوله الآن كلاماً كبيراً نقرأُه في الكتب ونبتسم
ولكنَّه الحقيقةُ كما حدثت لي وكما أتعرَّف عليها الآن

إننا لا ننجذب إلى الآخر بالصدفة

أو لأنه متميزٌ ومختلفٌ و .... إلى آخره
إننا ننجذبُ إلى ما نعرفهُ عن أنفسنا داخلَ هذا الآخر

ببساطةٍ أكثر
حينما كنتُ تائهةً قليلاً وغير قادرة على حب نفسي
انجذبتُ إلى رجلٍ لا يحبُّني ولا يراني بوضوح

حينما كنتُ أتكىء على عقلي وذكائي وقدرتي على تحليل العالم
انجذبتُ إلى رجلٍ أدخلني إلى نسقٍ سابق التجهيز
لأكونَ جزءً من معادلته الحسابيه للهروب من العالم

حينما التفتُّ إلى طاقتي الحيوية وبدأت الأنثى بداخلى في الصعود
انجذبتُ إلى رجلٍ مشتعل الحواس تضىء أنواري بكاملها معه
شرطَ ألا أكون على سجيتي أبداً
من غير المسوح أن أكون عاديةً أو تافهة معه

علىَّ أن أكون حاضرة ومتوهجة دائماً

الأمرُ الذى حرَّك شراع سفينتي

هو أنني لم أندمج مع أي امرأةٍ / رجلٍ من هؤلاء
ليس بإمكاني أن أتعايش مع التجاهل

أو أرضى بتركيب ريموت كنترول لي
وليس بإمكاني أن أكون ست الحسن كل الوقت


إنَّ ارتباطي بأجزاءٍ معينة من ذاتي في توقيتٍ ما
أدى إلى ظهورهؤلاء الآخرين بحياتي
إنَّ كلَّ هؤلاء الآخرين قدَّموا لي إجابةً شافيةً عن سؤالٍ قديم
من أنا ؟

كنتُ أُضيِّعُ الوقتَ في سؤالٍ لا فائدةَ منه ...
هل أحبُّهم هل يحبُّونني ؟
وكانت الإجابة تختلف كل يومٍ حسبَ اتجاه العلاقة
ولكنَّ هذا السؤال خادعٌ جداً
إذ أن العلاقات تنضج وتتكامل خارجَ سؤال الحب
لأنني أحبهم بطريقتي و يحبونني بطريقتهم

السؤالُ الذي اكتشفته هو
هل نرغب بالوصول إلى نفس النقطة من نفس الطريق ؟

هل أفكارنا عن شكل العلاقة مع الآخر متقاربه ؟

إن العلاقات تفشل أو تنجح حسبَ إجابة هذا السؤال
إنَّ شكل العلاقة التي أريدها مع الآخر

مختلفةٌ جداً عن شكل العلاقة التي يريدها الآخر معي
- حتى الآن -


في مراهقتي كنتُ أتعجبُ

حينما أنظر في المرآة ولا أتعرَّف على ملامحي ،
كنتُ أحددُ ملامحَ الآخرين ببساطة ...

شكل ابتسامتهم وأعينهم ووجوههم
أما أنا فلا شكل لي ...

الآن
أعرفُ عني تفاصيلَ كثيرةً وتتضحُ صورتي داخلي
إنَّ أجملَ ما بنا حقاً ليس ذكائُنا ولا جمالُنا الخاص

ولا حتى اختلافنا وطريقتُنا في فهم العالم
إنَّ أجملَ ما بنا إنسانيتُنا .








...............

7 التعليقات:

العنكبوت النونو يقول...

مش كلام كبير بنقراه في الكتب
كلام كبير فهمني سنين فاتت من عمري كانت ضايعة من غير ما اعرف ليه
.
.
.
النور وجع لي عنيا يا غادة :(

Unknown يقول...

أجمل ما فينا انسانياتنا التي نحن غافلون عنها

سمراء يقول...

اجمل ما فينا بصمة خاصة وضعها الله في كياننا تميز كل منا عن الآخر لنتكامل لا لنتنافس او نتقارن

اشكرك
سمراء

هناء محمود يقول...

كلامك مميز وأسلوبك إن كان صعب شوية إنما جميل

nudy يقول...

صلصلة الحواديت اعجبني الاسم فهذا صوت الاجراس والنواقيس التي اتوقظنا وتجعلنا نفتح اعيننا ثم نجري لنلحق اشياء يجب ان نراها وننتبه لها الان
البوست جميل يا دودو

من اجل عينيك يقول...

فلسفة عميقة لفهم الذات يا غادة

احسنت

إننا لا ننجذب إلى الآخر بالصدفة
أو لأنه متميزٌ ومختلفٌ و .... إلى آخره
إننا ننجذبُ إلى ما نعرفهُ عن أنفسنا داخلَ هذا الآخر

صحيح جداً جداً .
الرجل الذي نختاره لا يشرط ان يكون الافضل . هو فقط المرآه التي رأيت فيها نفسك حقيقة
اعجبتني جدا يا غادة سلمتي

ست الحسن يقول...

منى

مبسوطة أوي ان كلامي قدر ينورلك شوية
حتى لو كان النور ده بيوجع

سلامتك من الوجع يا منى

.......

مياسي

بحب وجودك هنا دايماً
نورتي يا قمرة

.....

سمراء

بتشكريني على إيه بس
أنا اللي بشكرك على وجودك الجميل

....

أم بوبة

منورة دايماً
معلش ست الحسن واخدة المدونة لحسابها البومين دول
بس أمنا الغولة راجعة قريب بإذن الله

.....

نودي

إنتي أجمل يا حبيبتي

.....

فاطمة الجميلة

مبسوطة خالص ان النص عجبك
ويسلملي وجودك دايماً

...