الأحد، 4 مارس 2018

إلى: رضوى داوود - العباسية /شيكاغو





أعيش حلمي الأجمل، أعيش الحب ذاته وليس خيالي عنه. أعيش الحب الذي لا يرتدي قناع الحب. الحب كما ألمسه في روحي وفي جمال الله الخالص.

ما هو الحب يا رضوى؟
لا أعرف، لكنني أدرك أثره في العالم وفي نفسي.
كنت أعيش في الفريزر دون أن ألاحظ.
حياتي داخل النارعلمتني، ودربت جسدي على التوهج. أهتز مثل وردة تجرب المطر، أهتز وأنمو وتمتد جذوري في الأرض.
الأرض التي تنفصل عن الخيال وتتيبس.


رغبتي تحرك العالم، جسدي يصعد وهو يختبر قواه الجديدة/القديمة، الأورجازم يخلق سلما إلى السماء، جسدي يستجيب ويعلو، حين أعود أكون هادئة جدًا ولينة كمن تعرض لصدمات كهربائية متلاحقة، أنا جديدة عليّ.
أعيش كما يعيش الناس، أطبخ وأغسل المواعين وأعيد غسلها إلى ما لا نهاية. أنظف البيت وأعتني بالحياة الجديدة. الاطمئنان يسيل من جدران البيت ويصبغ السجاجيد والملاءات.
أشرب الشاي في البلكونة وأشكر الله أن منحني هذا المكان تحت الشمس.


لم أعد أحلم بالحب،
لم أعد أحلم بأي شيء.
أشعر بفراغ عظيم، أفتقد التصاق خيالي بي، حين ولدتْ حياتي الجديدة مات خيالي القديم.
الحياة مع رجل تُعري مخاوفي كلها. من أنا حقًا، هل أتطابق مع صورتي عن نفسي،
ما هي المسافة بين ما أنا عليه فعلا وما أتخيله عن روحي.
العناية بالبيت هل تبتلع حياتي أم ستنكمش وهي تتحول إلى روتين.
وإذا لم يناسبني الوجود داخل الحب فماذا أفعل إذا اشتقت إلى الوحدة؟


أستبدل زوجي بالعالم كله، أدفن روحي داخل ذراعيه وأنسى حياة يانعة في الخيال. أستبدل زوجي بنفسي، أفضل صحبته على صحبتي، أنكر نفسي وأخاف من حلولها فيّ هذه النفس التي تطلب معيتي وتشتاق إلى وحدتها معي.
أخاف أن ينزعج زوجي من أرضي القديمة، أخاف أن أُترك بمفردي مرة أخرى.
أربط الوحدة بحياتي السابقة وأركلهما معًا بعيدًا عن بيتي.
أكتب زوجي وأقصد حبيبي الذي اخترت أن أعيش معه، أكتب زوجي وأفكر في دبلة ذهبية تتسع كي تصبح بيتًا ثم تضيق وهي تربطني إلى عالم ثقيل لا يتقن الطيران.
أبيع روحي مقابل بيت ومتعة صغيرة تنمو،
لماذا لم تخبرني أمي أن المتعة ملاصقة للألم.


لا أتحمل سعادتي يا رضوى، أقاومها بالخوف، أقول سينتهي  اللطف غدًا، أما المواعين فستواصل الاتساخ إلى الأبد. سعادتي تفاجئني وتوبخني على نومي الطويل، جسدي يهمس "أنا قادرعلى إدهاشك، ثقي بي فقط "


أخون أمي يا رضوى، أخون نساء العائلة جميعهن وأنا أسمح للبهجة أن تجتاح حياتي.
لديّ رجل تزداد وسامته كل يوم، رجل يغني وهو يطبخ البطاطس ويقرأ رسوم القهوة. لدي رجل يغلق ذراعيه حولي فيتراجع العالم كله إلى الخلف، وتطمئن سريرتي.
لدي دفء عظيم يغزلني ويتحول معي إلى شجرة.
مع ذلك أرى وشوش الأطفال في الفنجان فيئن قلبي:"ألن تنتهي كل هذه الانتظارات، أليس من
المفترض أن ننعم بالسكينة الآن".


حياتي تتحرك وأنا أفضل الغرق في أحلام اليقظة على الحياة ذاتها، أحلام اليقظة تغذيني أكثر من الفول. حبيبي يغضب حين أنام وهو مستيقظ وأنا أريد شكرا على كل طبق أغسله.
الحياة تمشي ببطء وبصوت عالٍ مثل رجل الصفيح الذي يذهب إلى الساحر أوز كي يهبه قلبًا نابضًا.
أنا قلب حياتي وأصل الشجرة التي تنمو الآن.

على الطريق أكتب وأكتب
أكتب وتتحول الكلمات إلى وحدات من الباذنجان والفلفل الأخضر تنتظر أن تتقطع وتقلى في زيت غزيز كي يتحول هذا المزيج إلى مسقعة يمكنها أن تسعد زوجي حين يعود من العمل.



 .............