السبت، 3 نوفمبر 2012

من وإلى ذات الرداء الأحمر - مها عبد الحميد - غادة خليفة





عزيزتي
لدي رغبة في الكتابة الآن ...
 ...

مألوف جدا لي ألا ينجح الآخرون في قرائتي يا غادة
بل أراه شيئا طبيعيا جدا
لكني أراه غيرطبيعي وغير منطقي بالمرة مع أشخاص بعينهم
و أراه صادما و مؤلما مع أشخاص محددين آخرين
و لأسباب وجيهة جدا
من وجهة نظري أنا فقط
 ...

المهم يا ستي

على حافة من الحواف التي أسكنها
أجلس الآن في استرخاء قسري
أؤرجح قدمي في فراغ هاوية ما
و أحكي لك
عن الخدعة

خدعة كبيرة جدا يا صديقتي
استمرت ربما لخمسة وعشرين عاما أو يزيدون
ثم قررت أن تكشف نفسها لي ببطء شديــد و بدم بارد
فما كان مني -لدهشتك- إلا أن حاولت جاهدة أن أمنع ستائرها من أن تنفتح !
 بعد كثير من الشد و الجذب انهارت الستائر المتهالكة حولها دفعة واحدة

لا أذكر الآن يا غادة ما رأيته بالضبط
كل ما أذكره أنه كان فوق طاقتي
و أنني من وقتها أتأرجح
 بين اليقظة و السبات
الحضور و الغياب

و يتأرجح كل شيء

تماما كما تتأرجح قدمي الآن
في ذلك الفراغ

....
..
.

....
مها عبد الحميد
...........................................





إلى مها


هل يمكنكِ تقييد قطتك ووضعها في شوال والمشي بها طويلاً
دون أن يصل صراخها إلى الجميع؟

أنا أسمع هذا الأنين الذي لا يغادر شفتيك حتى وأنت تكتمينه بابتسامة هادئة، لكنني أصرخ من كل العصافير المحبوسة داخل أقفاص أخفيها جيداً تحت بشرتي اللامعة وضحكتي التي تشبه الصباح
أنتِ مرآة مؤلمة
هل قلتُ لك ذلك من قبل؟

لا أتحمل هذا الصمت الذي يخرج من قلب اعتاد العزف
الخدعة التي استمرت كل هذا الزمن تملك الجرأة لتستمر إلى الأبد
لا تتصوري أنها ستذوي بمجرد كشفها
لا أعرف تفاصيل ما يحدث داخلك لكنه ينطبع داخلي دون أن أحاول قرائته
بابك مفتوحٌ لي
أشاهد تتابع كل هذه الصور ولا أفهم أين بداية الخيط


كل هذا الألم داخلك يجبرني على الصراخ
كل هذا الصمت يذكرني بأشياء أحاول نسيانها مرة بعد أخرى

لماذا جمعتنا هذه الخطوط داخل خارطة واحدة ؟
ماذا أراد الله أن يخبرني بواسطتك؟

لا أقرأ رسالتك الشفافة
فقط أهرب
أصفق الباب ورائي
وأهرب


......
غادة خليفة








painted by: Sanna Tomac


........

1 التعليقات:

مهـــــــا يقول...

هو انا قولتلك انك جبتي جون ؟؟ :)