>
عزيزتي جولييت:
أرغب في لصق خطابٍ على جدران شرفتك
وأنا أعلم أنك ستقرأينه بطريقةٍ أو بأخرى
وسترسلين لي دعماً من هناك
من بلادك الممتلئة بالرجال الشغوفين
بلادك التي أرغب في الاستقرار بها والبدء من جديد
لا أحد يحرك مشاعري بخفة
لا يملك أي رجل طريقة للتأثير عليَّ مثلما يفعل روميو
لم يجدني في حفل بهيج مثلما وجدك حبيبك
لا أعرف متى تقابلنا؟
ليس بإمكاني تحديد المواعيد والأماكن
لكنني أذكر شمس الغروب على أحد الأسطح وهي تقسم وجهه إلى نصفين متساويين
أنا أسيرة عينيَّ يا جولييت، كل هذا الجمال يحرك قلبي ببطء
لقد انتهى الأمر منذ سنوات،
وانتهيت من سرد حكايته كي أحتمي بها ضد كل هذا الضياع الذي يحيطني
في كل مرة أحكي فيها حكايتنا يتمنى رجلٌ أن يجد امرأة تنطق اسمه بكل هذه الرقة،
وتمتليء عيون النساء بالشغف
في كل مرة أحكي فيها عن حبيبي
كانوا يخبرونني أنَّ الخيال يثقب قلبي وأنني أخترع كل هذه المشاعر
ثم لا يعرفون كيف يقنعونني أن حباً من طرف واحد ليس حباً على الإطلاق
إنه محاولة لإيذاء الذات فقط
أنا أكتب يا جولييت وأحاول نسج حياتي ببطء
أمتلك بلكونة تطل على السماء فقط .... لاشيء أكثر
أعاني أحياناً من الحياة لكنني دائمة الثقة في المستقبل
المسألةُ أنَّ شحنة موجبة بمفردها مهما كانت درجة قوتها لا يمكنها اصطناع الكهرباء
لا يمكنني أن أختلق قصة حب بين شخصين
لو كنت أستطيع كنت سأخترع واحدةً آخرى لتدفئتي الآن
لم يكن حباً من طرفٍ واحد لكنني لا أفهم ماذا حدث لنا معاً؟
لذلك أخبر الجميع أنه لم يكن يحبني
الحقيقة مؤلمةُ جداً لأنني لا أعرف
لماذا تخلَّى عن حبٍ بمثل هذا الجمال؟
الأقل إيلاماً أن أقتنع أنه لا يحبني وأنني أسرف في الخيال
لماذا أكتب لكِ وقد انتهى كل شيءٍ تقريباً؟
أكتب لأعتذرعن حماقتي
لم أكن شجاعة لأذهب إليه مرة أخرى كي أفهم
لقد تأخرتُ كثيراً وحينما وجدته في النهاية
كان ممروراً جداً وممتلئاً بالألم، ويرغب في الانتقام مني لأنني كسرت قلبه
اخترتُ أن أصدق -مرَّةً أخرى- أنه لم يحبني
لست في مثل شجاعتك أبداً.
لقد تجاوزته تماماً بعد سنواتٍ قليلة
وأحببت كثيرين لكنَّ قلبي لم يعد صالحاً للعزف
الموسيقى توقفت هناك، هذه الطبلة لم تعد تعمل، صارت مكتومة الصوت
أفكر أحياناً – أنا أفكر كثيراً جداً في الواقع أكثر مما يجب ربما –
أنَّني كنت صغيرة التجربة وأنَّ خُدعةً ما أثَّرت عليَّ بقوة
وأن الظروف التي كنت أمر بها مهدت لوقوعي في هذا الشرك
أراه أحياناً وأسخر من نفسي
كيف استطاع هذا الرجل الضعيف أن يفعل بي كل هذا؟
كلَّما رأيته
يقاومني
يغادر المكان
لا يترك عينيه ترتاحان داخل عينيَّّ
يتجاهلني
كان الألم هو عنوان الصدف القليلة التي تجمعنا معاً
لماذا يقاومني بكل هذا العنف؟
لماذا يقاومني أصلاً؟
حاولت بقوة تشويه صورته داخلي
أنا ذكية جداً في خدش الذكريات وإعادة طلائها مرةً أخرى
لقد توقفت عن رؤية جماله تماماً
ونسيت أمر قلبي الذي لايدق بكامل قوته
ورضيت بالبقاء مع الشغف الهزيل الذي أجده دائماً يحوِّم حولي
أنا كبيرة بما يكفي لإنجاب الأطفال والاحتماء من العالم داخل بيتٍ يخصني
سأتزوج من رجل حنون فقط ... يكفى كل هذا العبث
لكنَّ الحياة لم تجمعني برجلٍ حنون يرغب بإكمال حياته مع امرأةٍ لا يدق قلبها
لقد قابلتُ روميو مرَّةً أخرى
وجدته أو وجدني لا أعرف
آه يا جولييت
إن قلبي يدق بقوة وكمُّ الاشتعال الذي يحدث داخلي غير قابل للإنكار
إنني أقع في حبه مرةً أخرى وأنتظر أن يتكسر قلبي المكسور أصلاً
لقد توقف عن مقاومتي
أعرف هذا من عينيه التي تتعلقان طويلاً بي
ومن أصابعه التي تترك كفي بصعوبةٍ في المصافحة
لا أصدق أن بإمكاني أن أمتليء بكل هذا الشغف
لكنَّ نوري يتألق في وجوده ويملأ المكان
يا جولييت الشجاعة
أنا خائفةُ ولا أعرف ماذا سيحدث؟
لا أعرف ماهو السحر الذي يمارسه معي
فأتحول هكذا في دقائق من امرأة كبيرة ومتعبة لا تستطيع المشي طويلاً
إلى شابة صغيرة جداً تطارد روحها مثل فراشة
كيف يعكسني بهذه القوة؟
كيف يجعلني أشعر بنفسي هكذا ... أجمل مما أستطيع أن أحتمل أو أصدق
لقد فشلت في اكتشاف أي شيء
أنا ما أنا عليه
أحترق بتفاصيل صغيرة لم يكتبها أحد ولا أعرف إلى أين تذهب قدماي
.......
كل الشكر لزهرة الخياط اللي كانت السبب المباشر في كتابة الجواب ده
....
Letters to Juliet
Painting by: Philip Hermogenes Calderon
...
الأحد، 8 يناير 2012
Search
المتابعون
دي رسوماتي
من أنا
- ست الحسن
- اسمي غادة خليفة / لما كانوا الناس بيسألوني وأنا صغيرة عايزة تطلعي إيه لما تكبري كنت بسكت / مقدرش أقول لحد عايزة أطلع رقاصة/ برسم بحكم دراستي للفنون الجميلة/ خدت قرار إني أغير حياتي وأنا عندي 30 سنة / ركزت في الكتابة وطلعت ديوانبن وعندي مدونة اسمها ست الحسن / بشتغل كروشيه وبستمتع أوي بتركيب الألوان مع بعض في الكوفيات والبلوفرات / مهتمة اهتمام خاص جدًا بعلم النفس بستمتع بقراية الكتب والناس / ودي أكتر سي في بتقول أنا مين كتبتها في حياتي. :))))
Facebook Badge
.......................................
حينما تضعُ إحدى النساء خبرتَها في كلماتٍ ، فإنَّه يُمكنُ لامرأةٍ أخرى - ظلَّت صامتةً خوفاً مما سيظنُّه الآخرون بها - أن تجدَ في كلماتها تأييداً لها وتعضيداً .
وجينما تقولُ امرأةٌ ثانيةٌ بصوتٍ عالٍ " نعم ، هذه كانت خبرتي أيضاً "
فإن المرأة الأولى تفقد بعضاً من خوفها .
كارول بي كريست / الصوفية النسوية
ترجمة : مصطفى محمود محمد
دار آفاق - 2006
وجينما تقولُ امرأةٌ ثانيةٌ بصوتٍ عالٍ " نعم ، هذه كانت خبرتي أيضاً "
فإن المرأة الأولى تفقد بعضاً من خوفها .
كارول بي كريست / الصوفية النسوية
ترجمة : مصطفى محمود محمد
دار آفاق - 2006
إقبال جماهيري ماحصلش
-
> > التدوينة دي للأطفال فوق ال18 سنة .... أنا بقول أهه عشان ممكن تبقى تدوبينة أبيحة شوية ( المقدمة دي غالباً بتتعمل علشان تجذب قراء أك...
-
. إلى الغزالة الصغيرة أو إلى جيلان الشافعي . . أول حاجة كانوا المفروض يعلموهالنا في المدرسة إنه كل واحد مطلوب منه يعرف أجوبة الأسئلة بتاعته ...
-
. . روحُكِ تغيبُ الحياةُ تمضي نحو مُستقبلٍ لم يتم التخطيط له سترتجلين للمرَّة الأولى تقريباً هناك لن يكونَ أحدٌ تحت سيطرتك لن يمكنُكِ تقييم ...
-
. . أحتاج إلى الأمل أنا تقريبًا في قعر البئر الجاف الذي يسمونه حياتي أكتبُ لنفسي لأنني جربت الآخرين ولم يتحملوا مشاعري الناس ترغب بالدف...
-
أحلام اليقظة تتبدد اليقظة دون أحلام تهددني تسخر من رهافتي وتثبت فوهة الواقع على رأسي طفلتي الصغيرة ترتجف وأنا أصنع لها سَكينة طازج...
-
. . المرأةُ البيضاء التي تجلس أمامك، ولا تتوقف عن الكلام لا تشبهُني ولا تتصلُ ابتسامتَها الرمادية بقلبي المرأة الق...
-
. . المدونة وحشتني أوي فيه نصوص كتير واقفة طابور ومستنية تتنشر وكان المفروض إني أنشر واحد منهم النهاردة بس أنا سبت كل النصوص اللي اتكتبت خلا...
-
أنت تمنعني من الكتابة، تخفي أقلامي ثم تضحك وتطلب مني أن أكتب بأصابعي. لا أسامحك يا أبي، أنا وحيدة في غيابك وأنت تركتني دون أن تعلمن...
-
منذ زمن أرغب في كتابة نص شكر خاصٍ لمدونتي. قررتُ أن أكتب لها حينما نصلُ للتدوينة رقم 200 ، جاءت الثورة و تجاوزنا المائتي تدوينة، دون أن أجد ...
-
هذا هو الخطاب الأول الذي لا أود أن تقرأه، لا أكتبه إليك حتى وأنا استخدم اسمك في بدايته وفي نهايته وفي منتصفه أيضا. أحتاج إلى مكاشفة نف...
Just read it !
تدوينات متميزة ... وبصراحة بغير منهم ... وبارجع اقراهم تاني
نساء يركضن مع الذئاب - كلاريسا بنكولا
Blog Archive
- مارس 2008 (5)
- أبريل 2008 (9)
- مايو 2008 (9)
- يونيو 2008 (8)
- يوليو 2008 (7)
- أغسطس 2008 (7)
- سبتمبر 2008 (6)
- أكتوبر 2008 (8)
- نوفمبر 2008 (10)
- ديسمبر 2008 (8)
- يناير 2009 (6)
- فبراير 2009 (4)
- مارس 2009 (8)
- أبريل 2009 (6)
- مايو 2009 (6)
- يونيو 2009 (6)
- يوليو 2009 (4)
- أغسطس 2009 (2)
- سبتمبر 2009 (4)
- أكتوبر 2009 (4)
- نوفمبر 2009 (4)
- ديسمبر 2009 (5)
- يناير 2010 (7)
- فبراير 2010 (7)
- مارس 2010 (3)
- أبريل 2010 (5)
- مايو 2010 (3)
- يونيو 2010 (2)
- يوليو 2010 (1)
- أغسطس 2010 (3)
- سبتمبر 2010 (6)
- أكتوبر 2010 (5)
- نوفمبر 2010 (5)
- ديسمبر 2010 (6)
- يناير 2011 (6)
- فبراير 2011 (5)
- مارس 2011 (4)
- أبريل 2011 (3)
- مايو 2011 (4)
- يونيو 2011 (2)
- يوليو 2011 (3)
- أغسطس 2011 (3)
- سبتمبر 2011 (2)
- أكتوبر 2011 (5)
- نوفمبر 2011 (2)
- ديسمبر 2011 (4)
- يناير 2012 (4)
- فبراير 2012 (5)
- مارس 2012 (2)
- أبريل 2012 (3)
- مايو 2012 (6)
- يونيو 2012 (3)
- يوليو 2012 (10)
- أغسطس 2012 (5)
- سبتمبر 2012 (9)
- أكتوبر 2012 (7)
- نوفمبر 2012 (15)
- ديسمبر 2012 (9)
- يناير 2013 (5)
- فبراير 2013 (3)
- مارس 2013 (5)
- أبريل 2013 (5)
- مايو 2013 (6)
- يونيو 2013 (1)
- يوليو 2013 (2)
- أغسطس 2013 (1)
- سبتمبر 2013 (4)
- أكتوبر 2013 (1)
- نوفمبر 2013 (1)
- ديسمبر 2013 (1)
- يناير 2014 (1)
- فبراير 2014 (3)
- أبريل 2014 (4)
- مايو 2014 (1)
- يوليو 2014 (1)
- سبتمبر 2014 (1)
- نوفمبر 2014 (1)
- ديسمبر 2014 (2)
- يناير 2015 (1)
- فبراير 2015 (1)
- أبريل 2015 (1)
- يونيو 2015 (1)
- أكتوبر 2015 (1)
- مايو 2016 (1)
- يونيو 2016 (2)
- أغسطس 2016 (1)
- يناير 2017 (1)
- فبراير 2017 (1)
- أبريل 2017 (1)
- مايو 2017 (1)
- سبتمبر 2017 (1)
- مارس 2018 (1)
- مايو 2018 (1)
- يونيو 2018 (1)
- مارس 2019 (1)
- ديسمبر 2019 (1)
- أبريل 2020 (2)
- مايو 2020 (1)
- أغسطس 2023 (1)
- يناير 2024 (1)
- مارس 2024 (1)
3 التعليقات:
تُشجِي :|
غادة
انتي عارفة رأي ديما في كتاباتك
ليس بإمكاني تحديد المواعيد والأماكن
لكنني أذكر شمس الغروب على أحد الأسطح وهي تقسم وجهه إلى نصفين متساويين
في كل مرة أحكي فيها عن حبيبي
كانوا يخبرونني أنَّ الخيال يثقب قلبي وأنني أخترع كل هذه المشاعر
ثم لا يعرفون كيف يقنعونني أن حباً من طرف واحد ليس حباً على الإطلاق
إنه محاولة لإيذاء الذات فقط
المسألةُ أنَّ شحنة موجبة بمفردها مهما كانت درجة قوتها لا يمكنها اصطناع الكهرباء
لا يمكنني أن أختلق قصة حب بين شخصين
لو كنت أستطيع كنت سأخترع واحدةً آخرى لتدفئتي الآن
لم يكن حباً من طرفٍ واحد لكنني لا أفهم ماذا حدث لنا معاً؟
لذلك أخبر الجميع أنه لم يكن يحبني
الحقيقة مؤلمةُ جداً لأنني لا أعرف
لماذا تخلَّى عن حبٍ بمثل هذا الجمال؟
الأقل إيلاماً أن أقتنع أنه لا يحبني وأنني أسرف في الخيال
كان الألم هو عنوان الصدف القليلة التي تجمعنا معاً
لماذا يقاومني بكل هذا العنف؟
لماذا يقاومني أصلاً؟
انا اكيد كدة حختار كلمات البوست كله
فوق الرائع يا غادة بجد بجد مش عارفة اقولك ايه
لبنى الجميلة
تسلمي والله
مبسوطة بوجودك
:))
.......
سهاد
تسلمي
مبسوطة إنه النص عجبك ولمس معاكي
:))
....
إرسال تعليق