الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

علاجٌ طبيعيّ







الموقف منذ بدايته كان خطيراً
في المستشفى مع صديقتي وزوجها ،
الطبيبُ الشاب يُمسك بقدم صديقتي ويتعلَّقُ بعينىَّ
صديقتي تُحاول الهروب من الألم ....

تنظرُ لي ثم لطبيبها الشاب وتنفجرُ في الضحك
حينما يَنْتَبِهُ لها

تقولُ: لا شىء فقط أنا أعرف أشياءً ليس من المفترضِ أن أعرِفُهَا

قلبي يخفقُ لقد لاحَظَتْ نظراتُه الهائمة وتعلُّقه بي

أنا لا أتوَهَّمُ إذن، التمريناتُ تنتهي بسرعة
يتبقى تمرينٌ أخير في الغرفة الممتلئةِ بالأجهزة

القلقُ والنشوةُ يمرحان بداخلي
أحاولُ اللَّعب على أحد الأجهزة
الذراعُ الكبيرةُ تسقط فجأةً ويتمزق الفستان من المنتصف
أرتبكُ ولا أعرف ماذا أفعلُ وملابسي الداخلية مكشوفةً هكذا
ليس معي أي شىء يصلح لرتق الفستان .....
منزعجةٌ جداً ولا أعرف كيف سأصلُ لسيارةِ صديقتي
كيف أمشي كل هذه المسافة في المستشفى والممر والشارع
كنتُ سأبدأ بالبكاء حينما اقترح زوج صديقتي أن أخلع الإيشارب وألفُّهُ حولي
ليختفي الفستان الممزق تحته
لم أفكر كثيراً فعلت هذا فوراً وبدا لي إنقاذاً سريعاً

بعدَ دقائق بدأتُ أفكِّرُ بمنظَرِ شَعري وكيف سيراني الناس بضفيرتي الصغيرة
هل سأبدو جميلة، خرجنا سوياً وأنا أحاول الاحتماء بهما كي لا يراني الطبيب الشاب
هربتُ منه وأنا أعرفُ أن عينيه تتبعاني

في السيارة جلستُ في المقعد الخلفى ومشاعرى كلها مسكوبة وتائهة
لم أفكر بشىء ولم أتابع الشارع ولا العربات
لا شىء سوى دغدغة الهواء لرقبتي .

كنتُ تائهةً وأنا أجرب الطيران للمرة الأولى بحياتي
شعرى بدأ يخفق
رقبتي أصبحت ممنوحةً بكاملها للهواء
الهواءُ يُطيِّرُني ولا أشعر بالذنب
أُجرِّبُ مُتْعة الاستسلام

أتذكَّرُ أحاسيس بعيدة ليس بإمكاني تسميتها
أتلونُ بالخجل دونما سبب وأبتسم للسلالم التي تمرُّ برأسي

أعود للواقع على صوت صديقتي وصلنا
أخيِّطُ الفستان ..... أُحْكِمُ لَفَّ الإيشارب على رأسي
وأنسى رقصة الهواء الناعمة ،









.............

5 التعليقات:

هدى يقول...

دي إغواء للمحجبات ؟؟؟؟

إبـراهيم ... يقول...

لم أر في النص أي إغواء
أو كلام عن المحجبات
أو ربما أكون أنا اللي تعلمنت من ورايا!
.
.
النص الأشبه بالحلم بيفكرني بأحلام كتييرة تبدو غريبة بالنسبة لي، وتبدو أكثر كيقظة لا وعي ومحاولات للتحرر!!

هل نقيد أنفسنا بأيدينا؟!

شكرًا غادة


للأسف نص جميل ... كالعادة



وإن كنت قد افتقد بعض الشاعرية فيه

غير معرف يقول...

إغواء جميل
نادر لما تقرا حاجة تختلف معاها وتحبها

محمد سلامة يقول...

مفيش أي تحريض على حاجة القصة بعيد خالص عن ده , أعتقد أن المعنى هو أن الحب يسلمنا بالضرورة للحرية .
عجبتني القصة أوي يا غادة

ست الحسن يقول...

هدى

هي إغواء بس لكل الناس

.....

ابراهيم

انت مااتعلمنتش ولا حاجة
متقلقش على نفسك

تقييد الذات هو مربط الفرس فعلاً
وعندك حق جداً في موضوع الشاعرية المفتقد

مبسوطة انه عجبك
وياريت النص اللي بعده
يعيد إليك إحساسك بالشعر

تسلم يا معلم
وكل سنة وانت طيب على فكرة
علشان عيد ميلادك


....

مصطفى

بقالك كتير مجتش هنا
مبسوطة انك حبيت النص
وممكن تبقى تيجي على طول


...

محمد سلامة

هيييه
فرحانة بوجودك
وشاااااطر يا محمد
هي بالظبط العلاقة بين الحب والحرية

كويس ان القصة عجبنك
أدينا بنحاول

شكراً لمرورك

....