الخميس، 25 نوفمبر 2010

تقاطُع مع سيلفيا


.


تركَبُ دراجتها بسرعةِ الرِّيح وتطيرُ
بالصدفة تقرأُ قصيدةً تطلِقُ ابتسامةَ فرحٍ على شفتيها
في اليوم نفسِه تذهبُ إلى حفلةٍ ما
تتوجهُ نحوَهُ مباشرةً دون أن تهتمَّ بتعريف نفسِها
يتدفقُ الكلامُ بسرعةٍ
تصرخُ ابتهاجاً بهذا الجمال الذي يكتبُه
تحدِّثُهُ عن تفاصيل اختلافه الخاص
يرقصُ معها دون أن يعرفَ اسمَها
يقبِّلُها قبل أن يودِّعَها ويذهبُ
تثقُ في عودته وتنتظرُه رغم تحذيرات صديقتها
تيد هيوز يُغويها بالشِّعرِ ويحبُّها


لقد أغواني رجلً ما بشِعرِه فذهبتُ
لكنني لم أتزوجْهُ يا سيلفيا
رأيتُ تعاستي تتسلقُ جدران حُبِّنا بصبرٍ

لم أتزوج الشاعر العظيم
اخترتُ أن أكتبَ فقط
لم أترك نفسي للحبِّ
بل وضعتُه تحت سيطرتي
لويتُ ذراعِه كي يجعلَني أبتهج
لكنَّهُ كان يبكي دائماً

أنتِ صدَّقتِ الحُبَّ
أقنعكِ الشعرُ بالتخلي عن قلبك بالكاملِ
قبلتِ أن تكوني أماً أبدية
لقد تم عصركِ مثل البرتقال الذي مرَّ بمشهدٍ ما

سيلفيا بعد زواجها من تيد هيوز
تحاولُ الكتابةَ فلا تطاوعها الكلمات
تستمر بالمحاولة دون أية نتيجة
بعد فترة تقتنع أنها ستكون فقط زوجة الشاعر العظيم
اختارت أن تعملَ وتعولَ أسرتها
تقومُ بأعمال المنزل
وتحضرُ الحفلات كي تدعمَ زوجَها

بعد سنوات
انفصلت سيلفيا بلاث عن تيد هيوز
وبدأ الشعر يتدفقُ إليها مرة أخري
بعدما أصبح المنفذ الوحيد للحياة


الشعرُ لم يطاوعكِ لأنه لم يجد مساحةًً لينمو
لقد تم إنهاكك بالكامل يا حبيبتي

مع ذلك أتت موهبتُك طائعةً إليكِ
حينما صرختِ باسمها

لم أتزوج الشاعر العظيم
ولا أي شاعرٍ آخر
...
لم أتزوج يا سيلفيا
وليس لدى أطفال
لستُ منهكةً بأعمال المنزل
ولا مجبرة على العملِ
مع ذلك أفكر في الانتحار
مثلك تماماً

لا أحد يكلِّمُني يا سيلفيا
لا أحد يرغب بالكلام معي
أكتبُ لأتكلمَ مع نفسي
هل تصدقين ؟

الشعرُ يهاجمُني
يقتنصُ روحي
يكثفُها في مساحةٍ ضيقة
ويتركني فارغةً

كيف سمحتِ له أن ينهشَكِ هكذا؟

أريدُ أن أكسرَ قارورة الحياة
لستُ شجاعةً مثلكِ
أنا مجبرةُ على العَدْوِ فوق تاريخ حياتي المتكسِّرَة
قدماي لا تتناسبان معي
أمشي بقدمين ضيقتين
وأعيدُ اختراع الألم

سيلفيا ترسم خطةً محكمةً للموت
بعد محاولةٍ فاشلةٍ لاسترجاع زوجها
ومحاولةٍ أخرى لإيجاد حبيبٍ آخر
بعد محاولاتٍ كثيرةٍ للنوم
وبكاءٍ طويل
ترى نفسها ترتجفُ مثل مصباحٍ قديمٍ مثقلٍ بالنور
تضيءُ وتخبو ببطء
تطمئنُ على أطفالها
وتنام فوق بلاط المطبخ
تفتحُ أنبوبة الغاز
وتموت

أريدُ أن أعيشَ يا سيلفيا
لن أغفرَ الخيانة
ولن أتخلى عن نفسي بالكامل لصالح اي شىءٍ

لا أجرؤ على نزول البحر
والبحر لا يحتملُ عناقي

سافتح نافذةً وأستضيفُ السماء في بيتي
سأقف تحت الشمس
وأقبلُ نفسي


....

تقاطع مع فيلم سيلفيا

.....

4 التعليقات:

عين فى الجنة يقول...

حلو التفاعل مع الفيلم وحلوة الفكرة

Unknown يقول...

فيلم لا يمكن أن ينسى أبدا

nudy يقول...

من الواضح ان الحياة لابد ان تسير خارج السيطرة بشكل ما لتحدث الاشياء
علينا ان نعيد ترتيب اختياراتنا ثم نفتح كل النوافذ لشمس الصباح وقمر الليل لينيرا نفوسنا
الايمان فقط الايمان
يمكن للاشياء ان تحدث كما نختارها ولا تسعدنا
التخلي عن انفسنا لن يجعلنا قادرين علي اسعاد من نحب يجب ان نختار انفسنااولا ثم بعدها قفط سنكون قادرين علي التقاطع والتواءم والانسجام مع لآخر

ست الحسن يقول...

راجي

أهلاً وسهلاً
مبسوطة ان الفكرة عجبتك
تسلم

...

مياسي

حمداللع ع السلامة
عاملة إيه

الفبلم حلو فعلاً
مفتقدة وجودك هنا جااااامد


....

هنودة

الحياة تسير كما نسير
ربنا يجعله خير بس

تسلمي يا قمر

..