الخميس، 16 سبتمبر 2010

نصٌ أعمى

.


.

لقد نشرتُ نصِّي السابق ( نهاياتٍ مفتوحة ) منذ وقتٍ قريب
بعد ثلاثة أيام قرأتُه مرَّةً أخرى فلم أجده نصاً جيداً
لم أكن لأكتب كلمة واحدة عنه إذا قرأته في مكانٍ آخر
نصٌ مفككٌ وهزيل
بعد أن تتجاوز منتصفه تقريباً تشعر أنك فقدت اتصالك به
يمكن أن يكون صفحة داخل رواية لم نقرأها
مرتبطاً بأحداث لا نعرفها
يمكن وصفه بأنه صفحة مذكراتٍ لا تهتم كثيراً بقارئها

ليس هذا هو النص الذي كتبته أصلاً
إنه نسخة مشوهة من النص الأصلي
الذي لم أستطع نشره كما هو
لأسبابٍ ليست مقنعةً لي الآن
شوهتُ نصي وانتهكتُه لأنني أخافه

إنها لعبة جديدة
لا أحد يعرف حقاً إذا كان هناك نصٌ أول أم لا
ربما قررت إعادة الكتابة فقط

أحبُّ نصي الأول وأغضب من قدرتي على تمزيقه بهذه الطريقه
لقد هذَّبتُه ونزعتُ أنيابَه ..
كمَّمتُ فمَه جيداً قبل أن أضعه بأدبٍٍ هنا

النصُّ الأول ليس مُرصَّعاً باستعارات بديعة
إنَّه مجرد نصٍ أعمي ساعدني كي أري

أكتب ذلك كي أعتذر له أمامكم جميعاً
أنا أحبُّه هذا النص المعطوب
الذي سأضعه عارياً وكاملاً أمامكم جميعاً

كارمن تصرُّ على أن تجعله يتنفس هنا كما وُلد أوَّلَ مرةٍ
وحيداً ومنقسماً على ذاته

..............................................


لن أتبع التعليمات
أتبَعُ مشاعري وطريقتي فقط
سأتصلُ بك في منتصفِ ليلةٍ ما
وأصرخ ( وحشتني )
ستتهمني بالتسرُّع واختلاس الخطوات
تتصورُ أنني أعرفُك منذ شهرٍ واحدٍ فقط
وأنا أهتمُّ بك منذ زمنٍ بعيد

منذ سنتين كنتَ تجلسُ بانتظامٍ على مقهى صغير
وكنت أجدك بالصدفة
وأبذل مجهوداً كي تشتبك معي في الحوار

في المرة الأولى التي تجادلنا فيها معاً
كان كلامنا يشبه طلقات الرَّصاص
نتكلمُ دون أن نعي ماذا نقول
أردُّ عليك حجة بأخرى فقط كي يستمرَ الكلام
أنشغلُ بتأمُّلِ ملامحك من مسافةٍ قريبة
وأكتشف كمَّ البهجة المختبئة في الزوايا

لم نشتبك معاً مرةً أخرى
تركتُ المكانَ دون عودةٍ لأنَّك لم تصافحني بحبٍّ
غادرتُ وأنا أفكرُ أنني بعيدةٌ جداً عن امرأة أحلامك
بعيدة عن مسارك

أحببتُ آخرين،
دخلتُ في علاقاتٍ معقدة أعادت خَبْزي من جديدٍ
أطلقت رائحتي المخبأة وجعلتني امرأةً أخرى

بالصدفة صرتَ موجوداً بأماكن عديدة
أحاول أن أتجاهلك كي لا أقع في بئرك مرةً أخرى
تُشهر في وجهي أسلحتك دون مبررٍ
أنا لا أقترب منك أصلاً
لماذا تتشاجرُ معي وتخترعُ أسباباً لتؤلمَني

هل كنتُ أتألمُ لأنني أحبُّك
لأنني أشعر بك بقوَّةٍ
أم لأنني متعبةٌ
لا أعرف

لقد تعارفنا منذ إسبوعين فقط
أنت تقيسُ المسافة من هذه النقطة
وتصرُّ على أنني متسرعة حين اصرخُ بوجهك
لماذا لا تطلبُ رؤيتي

لا أستطيع اتباع التعليمات
ليس بإمكاني أن أنتظر ثلاثة أشهرٍ على الأقل
قبل أن تُعلنَ أو لا تعلنَ اهتمامك
سأحضنُ يدك فجأةً في الطريق العام
ولن يكون هذا اعترافاً بالحب

لا أذهب إلى البيت سعيدةً
لا تنتابُني الابتساماتُ التي لا يمكن السيطرةَ عليها
لا أتنهَّدُ طويلاً وأشعرُ بالنور
لا شىء يحدثُ من هذا

أشعرُ أنني في نادٍ للقتال
أدخلُ معكَ في مشاجرةٍ طويلةٍ وعنيفة
كي أشاهدَ ضحكتَك مرّةً أو اثنتين
كي أذوبَ في الطريقة التي تحكي لي بها عن الشِّعر

أخرجُ منهكةً ووحيدة
أشعر ببردٍ وافتقادٍ حادٍ لك
لا أعرف لماذا أكررُ الأمرَ
لماذا أرغبُ برؤيتك مرَّةً وأخرى وأخرى وأخرى

قل لي أنا لا أهتمُّ
ودعني أذهبُ
ولا تحكي لي عن الإجابات الخادعة
لا تبتسم وتقول: ربَّما أكونُ مهتماً الآن وأفقد اهتمامي غداً
وربما أكونُ غير مهتم الآن وأبدأ في الاهتمام لاحقاً
أنتِ لا تعرفين

لا أشكوكَ إلى الكلمات
ولا أسألُ نفسي هل تفكر بي الآن أم لا
فقط أريد إطلاق سراحي
أريد أن أكون كما أكون فعلاً
لا كما تتصوَّرُني أو أتصورُ نفسي

هل تشفقُ علىَّ
تساعدُني كي أعبرَ عدم الاتزان
أنا متزنةٌ بطريقتي وأنت لا تصدق
لستُ المراهقة
التي تحب الرجل الذي يبتسم لها على الناحية الأخرى

أريد أن أقترب منك
لأعرفكَ

لا أعرفُك وأعرفُك
كلُّ الحكايات التي لم تحكها لي
تنطبعُ ملامحُها عليك
أشعرُ بها أحياناً
سَمِّني مشعوذةً
لن أقول ساحرةً لأنك ستعترضُ

ستقولُ: لستِ ساحرةً

أنتِ امرأةٌ عادية تظن نفسها قويَّةً وحيَّة

أنا عاديةٌ ومفعمةٌ بك ولا أعرف لماذا


هل ستسمحُ لي بعبور الطريق معك ؟
أم ستبتسمُ لي وتذهب




.....

5 التعليقات:

أحمد ع. الحضري يقول...

النص كدا فعلا أفضل كتير .. عجبني

سمراء يقول...

اعتقد ان بيننا فعلا تشابه كبير
ارغب في الا اتبع التعليمات
ولكني كثيرا ما اتبعها

كل من حولي يعتبرون اني متهورة عندما لا اتبعها

ادعي ان رأيهم لا يهمني
ولكني التفت اليه كثيرا

الا انني تحررت الى حد كبير عن غيري

سمراء

ست الحسن يقول...

أحمد

شكرا جداً ع التعليق
فرق معايا بجد

تسلم

...........

سمراء

هو انا بدأت أفكر في حكاية التشابه دي م التعليق بتاع المرة اللي فاتت

واضح انه بينا مساحة مشتركة كبيرة

شكرا لوجودك
ولاهتمامك

تسلمي

....

غير معرف يقول...

جميل يا غادة
النص الاولانى كلماتة تلقائية مفيهاش اى موارة لوصف مشاعر حسيتة اكتر بعكس التانى

ضحى

محمد عبدالرؤف يقول...

جميل جدا جداااااا ياغادة
محمد رءوف