الاثنين، 23 سبتمبر 2013

تقاطع مع قواعد العشق الأربعون 2




 إلى إبراهيم:



لماذا نتبادل الرسائل إذا كنا سنكتب تقريرًا عن كتابٍ يعجبنا فقط.
وهل كونها رسائل معلنة يجعلنا نخفي قليلًا مما كنا سنكتبه داخل رسالة شخصية وخاصة.
هناك خيط نمل متعرج يمتد من منتصف السرير إلى علبة البسكوت الكبيرة، يمشون داخل مسار يشبه الجبل ولا أعرف من أين يأتون.
وحتى لو أن هذا لا علاقة له بقواعد العشق الأربعون، فما نكتبه هنا يبدو على مسافة من الكتاب أيضًا.
أكتب معك عن الكتب لأنك تحبها، تحب الكلام عنها، وتحب قرائتها، وتفرح بها مثلما تفرح النساء بالملابس الجديدة.

لا أجد إجابات للأسئلة التي تطن برأسي، ولا أملك مساحة الأمل الواسعة التي تخص المستقبل، تم استنزافي بالكامل داخل جميع المعارك، وحينما تبادلنا الأماكن أصبحت اللعبة لا تطاق.

في الكتاب يخبر شمس الدين التبريزي العاهرة التي تسأله عن مستقبلها:
" ما الزمن إلا وهم فحسب، وكل ما تحتاجين إليه هو أن تعيشي هذه اللحظة بالذات. هذا كل ما يهم"
حينما أقرأ ذلك يتبادر إلى ذهني أن لعبتي القديمة في الهرب إلى المستقبل ستكون فاشلة إذا ما حاولت تجربتها مرة أخرى، الحاضر ملوث بالدم والضياع ، عدد الذين يرغبون في الحرية محدود مقارنة بعدد الراغبين في الأمان أو في ضمان الجنة تحت مظلة الجماعة.

الحرية تحتاج إلى معارك عنيفة داخل رأسي كي تقف على الأرض بأقدام ثابتة وتواجه العالم. تمامًا مثل (إيلا) تتجاذبني الأفكار ولا أعرف أين ستكون خطوتي القادمة.

...
غادة خليفة
2013


يُتبع،



 

* المقاطع بالأحمر من كتاب ( قواعد العشق الأربعون) - إليف شافاق





....

2 التعليقات:

إبـراهيم ... يقول...

يفترض أن أكتب هنا ردًا منمقًا على كلامك الجميل هذا، ولكني استقبلت صباحي بتعليقٍ لصديقة على نفسك الكتاب، رأيت أنها تسير معنا، ولكن يبدو أنها تنظر بشكل مختلف:
تقول هدى يحيى:


يبدو أننا جميعاً نتفرج على الصوفية من بعيد
نداعب سموها الروحاني بعيوننا ‏
ننتشي نشوات قصيرة مؤقتة قرب معانيها
ونحلّق بخفة مع ضربات الدف وتنورة الراقص المغمور بالعشق

نحن نتفرج على هذه الحياة لأن الصوفية هي الأصعب والأفضل والأرقى ‏
وأنت كلما تعمقت فيها كلما عرفت كم هو صعب أن تكون جزءاً منها

نحن نحاول
بالقراءة نحاول
بالكلمات نحاول
بالرقص نحاول
بالموسيقى نحاول
بشطحات جنوننا نحاول

هذا الملكوت العجيب المظلل بالسكينة والانتشاء العشقي قد يداعب أرواحنا ‏
بل قد يداعب حواسنا أحياناً

وهذا ما فعلته إليف بعذوبة بالغة هنا
الرواية ممتازة فعلاً
وأول ما تشعره عند إنهائها هو رغبتك في قراءتها مجدداً
أنت لا تريد أن تترك هذا العالم
لاتريد ترك شمس التبريزي وعالمه ‏
وأنت خائف من عودتك مجدداً إلى هكذا حياة تافهة ،، سطحية ،، ‏
تأكل من روحك وتحيلك متهماً ومظلوماً من جديد

سنظل هكذا يا صديقي الذي قرأت كما قرأتُ أنا
نداعب نصوصاً هي اكبر منا
من قدراتنا المتهاوية دوماً تحت وطأة شهوات سخيفة وحياة أسخف
سنظل نتفرج دوماً على من يفرزون الرحيق
ونقنع بالرذاذ المتناثر من بحار العشق الكبرى

أما إن كنت قد اندمجت بكليتك في هكذا عالم
فأنت أيها القاريء نادر ومميز ورائع
وأتمنى أن أصحبك في عالمك يوماً
فلك بقايا هذا الحب الذي يئن يومياً

ست الحسن يقول...

كل التحية ليك ولهدى يا ابراهيم
:) :)