إلى شيماء
لقد جاءت رسالتك إليَّ في ميعادها تمامًا؛
لأنني الآن
تحديدًا سيكون بإمكاني أن أكتب لكِ
لا أملك
سوى ما أعرفه عن الحياة كما أعيشها،
يمكن أن
أضع لكِ مقتطفات مبهرة من كتبٍ تتحدث عن الأمل،
أو أدعوكِ
لمشاهدة فيلم خاص.
لكنني سأكتفي بحكي ما مرَّ بي فقط.
لكنني سأكتفي بحكي ما مرَّ بي فقط.
أنا وأنتِ
وآخرين خرجوا من طفولتهم بأحلام كثيرة،
من أهمها
"الحب الحقيقي / الكبير / الوحيد / غير القابل للتكرار"
الحب الذي
ما أن يحدث حتى نستعيد التوازن،
وتبدأ الحياة في التفتح وتبدو المصاعب محتملة ومقبولة؛
وتبدأ الحياة في التفتح وتبدو المصاعب محتملة ومقبولة؛
لأننا
آمنين داخل حبنا الخاص.
أنا مثلك
تمامًا أدخل في علاقات منهكة وممتلئة
بالألم،
لكنني
اكتشفت منذ عشر سنوات تقريبًا أنني طرف في علاقة الحب،
وأنني
أحتاج إلى معرفة ذاتي؛ كي أتعرف على حبيبي،
وفي كل
المرات التي اجتزت فيها اختبار المعرفة يظهر حبيب جديد
ونهاية
جديدة.
أنتِ أيضًا
تواصلين حياتك بعد انتهاء التجارب المؤلمة،
لكنكِ لا
تتقبلين ما يحدث.
كنتُ أذهب
إلي بيت أختي، ببكاء شديد ووجع خاص، وأشكو من قسوة رجل لا يحبني، فتخبرني ببساطة أنَّ
علي ان أكتشف أخطائي معه.
كنت أحتاج
أن تحضنني فقط، أو ان تخبرني أنه شخص سيء، وأنني استحق ما هو أفضل.
لكنها كانت
تصرُّ على أن اكتشف اخطائي معه
وكانت هذه
القصة تتكرر كثيرًا؛ لأنني أقع في حب لا يناسبني كل مرة.
في أحد
المرات قلتُ لها: أنا لا أحتمل قسوتك،
لماذا
ينبغي على الخطأ أن يكون من جانبي؟
انظري
إليهم جميعًا هل يمكن ان يكونوا أبرياء؟
قالت: أعرف
أنهم ممتلئين بالأخطاء
يمكن أن
أقول لك أنكِ جميلة وطيبة وأنهم أغبياء -وربما تكون هذه هي الحقيقة- لكنَّ هذا
غير مفيد على الإطلاق ولن يذهب بنا إلى أي مكان
أريدكِ أن
تبرأي من كل هذا الألم والسبيل الوحيد أن تدركي من أنتِ فقط.
تختارين
حبيبك بعينيك وأفكارك ومشاعرك،
تعرفي
عليهم جيدًا إذن،
حينها
سيذهبون بكِ إلى رجل أحلامك.
مثل حضن
دافيء تبدت لي هذه القسوة التي تخبرني أن أكتشف مسئوليتي عن الوجع.
لفترة
طويلة جدًا لم يتمشَ بساحتي أي حبيب،
ولم يملأ عيني أي رجل، لكنَّ حياتي كانت
ممتئلة بالدفء.
لم أسجن
نفسي داخل الخوف برغم أنه يعيش داخل عظامي،
لكنني
أختار ألا أتبعه.
كيف تثقين
بالناس؟
ثقي أن
بإمكانك تجاوز الألم مهما كان قدره
وافرحي فقط
ماذا لو أن
الرجل الذي يبتسم لكِ الآن سيطعنك غدًا؟
عندما تأتِ
طعنته ستتمكنين من شفائها.
قلتُ لكِ
أن الألم الأكبر يحدث لمرة واحدة فقط،
هذا لأننا
حينما نشفى منه سيكون خيالنا معلق بالشفاء داخل كل الآلام الأخرى.
تحتاجين
إلى الاقتراب من الحب أكثر من كل المرات السابقة،
البقاء معه
وداخله كل الوقت.
هذا الحي
الممتليء بالابتسامات الحية والوجع الحي.
وليس ذلك
الذي يتسرب عبر التليفونات، والرسائل الطويلة.
تحتاجين
إلى رؤية جمالك وهو يلمع داخل عيون الآخرين.
ما هي درجة
الحماية التي يوفرها لكِ الخوف من الألم؟
ماهو مقدار
البهجة التي تحصلين عليها وأنتِ على مسافة ما من كل شيء؟
ماهي نسبة
حدوث المفاجآت المبهجة لأمرأة ترتجف داخل سجنها الخاص؟
رأيتك
وأعرف كيف تحول ابتسامتك العالم
رأيتك
وتسلل إليَّ الفرح ونحن نأكل شرائح الأناناس المبهجة
أعرف جيدًا
كل هذا الحب الذي بإمكانه أن يخرج منكِ / إليكِ
لا أملك
ترياقًا للخوف
لكنني أثق
بالمستقبل
أؤمن
يأشياءٍ لا أراها
منها أننا
نجد ما نبحث عنه دائمًا
وأن
بإمكاننا التعامل مع الكسور الجديدة
لا أعرف
كيف أصدق ما أصدقه يا شيماء
أدخل بقلبي
المكسور إلى عوالم جديدة ولا أضمن النتائج
لكنني
أطمئن إليها دائمًا
إذا تكسر
قلبي مرة أخري
فهذا سيعني أن قطعة متبقية من صدفة اللؤلؤة كانت تحتاج للكسر
أتكسر
لألمع
أتألم كي
أمتلك بصيرة تنير الطريق
هذا ما
يحدث بإخلاص كل مرة
تستحقين
الفرح
لن يمكنكِ
مجادلتي في ذلك على الأقل
...
غادة خليفة
غادة خليفة
يونيو 2013
من شيماء
.....
painted by: Berthe Morisot
7 التعليقات:
غادة ست الحسن
انتي قلبك جميل اوي اوي
وكل مرة بقراكي باحسك اجمل واجمل
خليكي جميلة كدة على طول
:)
الله يا غادة الله
:)
الواقع الامر يا غادة
انا تختارى حبا تقتنعين به ان يزيل كل الامك وهو بالفعل يفعل ذلك ثم عند الامتلاك.. يفقد كل ما يملك لماذا يا غادة يفقدون ما بهرونا به
معجبة بهبة :)
رغم أن حديثك موجهاً لشيماء ولكني شعرت كما لو أنه موجها لي..كما لو أني رغبت في كتابة رسالة رداًعلي رسالتك..ربما كتبتها يوما ما..لأني حديثك أحدث فرقا في تفكيري!!
أنا بحب شيماء و ماكنتش أعرفك
دخلت هنا
إتثــبّت
:)
بسكوتة
شكرًا جدًا على دعمك واهتمامك
.....
شيماء
عشان كل خطوة أبعد ليها طريقة مختلفة في الحركة وكل ما نبات الحب بيكبر كل ما بيحتاج مساحة أوسع ورعاية أكتر
والله أعلم بردو
:)))
تسلمي
......
بنت القمر
أنا قلتلها على فكرة
وانبسطت خالص
:)))
......
نيللي
أنا مستنية رسالتك بأة
شكرًا ع البهجة
....
شيرين
نورتي المكان
شكرًا جدًا
...
إرسال تعليق